خطة كيري لن تمر
يعمل وزير خارجية الولايات المتحدة على تمرير خطته من خلال إضفاء نوع من الغموض حول تلك الخطة، والأكثر من ذلك فإن الأطراف الفلسطينية والعربية تناغمت مع كيري من خلال انكارها لوجود مقترحات محددة ومقدمه لها، بهدف قطع الطريق على الجهد الشعبي الرامي للتصدي لهذه الخطة وإفشالها.
ولكن بالرغم من كل الغموض الذي يحيط بالخطة فإن ما تسرب منها يكشف حجم التآمر الأمريكي والاستهداف للشعب العربي الفلسطيني وقضيته الوطنية، من خلال تجاوز حق العودة للاجئين الفلسطينين كما أقرت بذلك الأمم المتحدة، والدفع بتوطينهم في أماكن تواجدهم، أو تهجيرهم الى كندا واستراليا، ومن خلال مطالبة الفلسطينين بالاعتراف بيهودية الدولة الصهيونية الأمر الذي يعني تقويض كل الحقوق التاريخية للفلسطينين بوطنهم فلسطين.
إننا نعتقد أننا أمام تحدي حقيقي يستهدف دفع الفلسطينين والعرب للاستسلام للمشروع الصهيوني والقبول بهيمنته على سيادة ومقدرات أمتنا، ونرى أن قدرة الشعوب على الاستمرار والتطور مرهون بنجاحها في التعامل مع هذا التحدي وتقويضه وإفشاله.
على امتداد قرن من الزمن واجه الشعب العربي الفلسطيني وشعوب إمتنا العربية الغزوة الصهيونية، وابتدع الأشكال النضالية المختلفة في الدفاع عن وطنه وحريته وعروبته، وهو قادر على التصدي لخطة كيري وإفشالها حتى وإن حاول كيري تعزيز خطته من خلال البحث عن غطاء ودعم رسمي عربي، ونرى أنه ليس صحيحاً ما يحاول البعض إشاعته بأن العجز يحكمنا، وأننا بتنا غير قادرين على مواجهة اندفاعة كيري.
يحاول كيري استغلال حالة الفوضى التي تعيشها الأمة العربية وشعوبها وحالة الفرقة والانقسام الفلسطيني لتمرير خطته، وطي الملف الفلسطيني وانتزاع التنازلات المطلوبة، الأمر الذي يفرض على الفلسطينين انهاء الانقسام والتوحد لمواجهة ( الخطة المؤامرة) ومواجهة الاحتلال، لأن القبول باستمرار الانقسام يعني القبول بخطة كيري ونتائجها.
إنها اللحظة الأهم التي تتطلب من كل أبناء الشعب العربي الفلسطيني وفي كافة أماكن تواجده رفض الخطة وعدم السماح بتمريرها.
ليكن شعارنا جميعاً (كيري لن يمر) لإنها اللحظة الأكثر ملائمة كي تعود القضية الفلسطينية الى عمقها العربي، بما يعني أنه على الأحزاب العربية وقوى التحرر العربية وضع القضية الفلسطينية على جدول أعمالها حتى تتكامل جهودنا وننجح في التصدي للمشروع الأمريكي الصهيوني.