خبز وورد.. صرخة الثامن من آذار/ بقلم: رانيا لصوي
الثامن من آذار ليس بيوم رفاهية المرأة، ولا يجب أن يكون مناسبة مرتبطة بتكريس النسوية وكأن المراد من المرأة هو الانعتاق من الذكورية كيفما وأينما كانت، باعتبارها أصل مشاكلها ومحور قضاياها.
بدأ التفكير بتكريم المرأة بيوم عالمي عقب انعقاد مؤتمر دولي للنساء في شباط 1959، بمشاركة 100 امرأة من 17 دولة، والذي سبق انطلاق المؤتمر الثاني للاشتراكية الدولية لمناقشة شؤون المرأة العاملة، وبمبادرة من الناشطة الاشتراكية الألمانية لويزا زايتس، والروسية كلارا تستكين اللتين اقترحتا الاحتفال بيوم المرأة العالمي، فحظي اقتراحهما بدعم وتأييد المؤتمر رغم أنه لم يتم تحديد يوم لهذا الاحتفال كتقليد سنوي.
وفي رواية أخرى، أن يوم المرأة ارتبط بذكرى الإضرابات التي قامت بها العاملات في صناعة النسيج في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية والتي صادفت يوم الثامن من مارس، وذلك احتجاجاً على ظروف عملهن السيئة. بدأن في 1856 بحراك كبير محتجين على ظروف عملهن السيئة، وعاودن حراكهن في 1908 يحملن خبزاً يابس وورد، مطالبين بحقهن في تخفيض ساعات عملهن ووقف تشغيل الأطفال، إضافة إلى منحهن حق الاقتراع.
جوهر المناسبتين مرتبط ارتباطاً وثيقاً بنضال المرأة العاملة حتى ذهب البعض إلى تسميته “اليوم الدولي للعاملات”، ومن واقع قراءتنا لجوهر الصراع الطبقي في المجتمع، فإننا كحزب يساري تقدمي نعرض قراءتنا للموضوع بربطه كلياً مع مشاكل المجتمع وانعكاسها على المرأة والرجل معاً.
فنحن في رابطة المرأة الأردنية إذ نحتفي ونهنئ نساء العالم بهذه المناسبة، نبعد عن نسوية المفهوم وفصله عن قضايا المجتمع، ونسعى إلى توعية المرأة في جوهر صراعها من أجل تحرر المجتمع وتحقيق مفاهيم العدالة الاجتماعية لضمان قدرتها على تحقيق ذاتها في المجتمع.
مطالبات المرأة في يومها العالمي من تقليل ساعات العمل، أو تحسين ظروف المعيشة، من حيث الأجور، التأمين الصحي، الضمان الاجتماعي، تتفق مع قضايا العمال أجمع، وعلينا أن نعمل باتجاه تحقيق هذه المطالب مع مكونات المجتمع.
نعي تماماً ضرورة توحيد المفاهيم تجاه رفع الظلم عن المرأة وتحقيق المساواة القانونية والتشريعية والسياسية لها كما المواطن الرجل، والابتعاد عن الردة المجتمعية ومفاهيمها المتطرفة للتقليل من قدرة المرأة العقلية والاقتصادية والتعامل معها على أنها سلعة جسدية لا أكثر.
في يوم المرأة لهذا العام نقرأ التغييرات من حولنا في تركيب المجتمع، ونتيقن دورنا أكثر تجاه كمّ التطرف والإقصاء الكبير الذي نواجه، نتلمس دورنا التوعوي أكثر من أي فترة مضت، ونعمل على صياغة وتوحيد المفاهيم التنموية لبناء المجتمع.
نهديكن خبزاً وورداً.. لنكن معاً قادرات على التغيير.