حفل إشهار المجموعة القصصية “كائن مثقوب” للقاصة حليمة الدرباشي
أقيم في رابطة الكتاب الأردنيين حفل إشهار المجموعة القصصية “كائن مثقوب” الصادرة عن “الآن ناشرون وموزعون” للقاصة حليمة الدرباشي.
وفي الندوة التي أدارها الناقد د.محمد عبيد الله وشاركت فيها د.هدى فاخوري بكلمة نيابة “الآن ناشرون وموزعون”، أشار الناقد د.أنور الشعر إلى العنوان الذي يشكل العتبة الأولى التي يلج منها المتلقي إلى تقاسيم العمل الأدبي.
وقد وسمت الكاتبة مجموعتها القصصية هذه بِـ “كائن مثقوب” وهو عنوان القصة الخامس عشرة، ويتكون العنوان من كلمتين: اسم فاعل “كائن” واسم مفعول “مثقوب”، والكلمتان لا تشكلان جملة كاملة وهذا يمنح العنوان سمتيّ الغموض والتشويق، وكلمة “كائن” اسم مفرد نكرة، وتدل على كائن حي أو غير ذلك، وهذا مدعاة للتساؤل: من هو أو ما هو هذا الكائن الموسم بِـ”المثقوب”؟ وتشير كلمة “مثقوب” إلى وجود فتحة (ثقب) في هذا الكائن وقد يتسع الثقب وقد يضيق وقد يندمل، ولأن كلمة “مثقوب” اسم مفعول فإنها تكون قد وقع العمل (الثّقب) لها بفعل فاعل.
وبالقراءة الفاحصة للقصة التي تحمل هذا العنوان نجد أنّ الثقب يبدأ من يدي بطل القصة ليطال كلّ شيء، وليصل إلى أنّ الكرة الأرضية صارت كلّها ثقبًا كبيرًا، وأن هذا الثقب هو النهاية التي تبدأ بها كلّ الأشياء، كما ورد في النّصّ. ولعلّي ألمح أن هذا الكائن المثقوب يمارس عملية الإسقاط، فلأنه “مثقوب” فهو يرى أن كلّ الأشخاص مثقوبون، وكلّ الأشياء مثقوبة.
وأوضح الشعر في مستهل تعقيبه على إحدى القصص المعنونة ب “جبل ولكن…” أن الكاتبة عبّرت عن رؤيتها برسم شخصيّات وأحداث أسهمت في البناء الكليّ للقصة فترسم صورة لشخص بائس واقف أمام نافذة تطل على جبل تعتليه مكعبات اسمنتية متلاصقة في إشارة إلى المستوطنات الصهيونية على أرض فلسطين. ويزيّن الجبل بضع شجرات يواصلن النمو رغم أنف الجنس البشريّ المتوحش (في إشارة إلى الصهاينة المحتلين). ودلالة وجود بضع شجرات يواصلن النمو هو الإبقاء على ما يذكّر الأجيال القادمة بأصحاب هذه الأرض الذين زرعوا تلك الأشجار. وقد وصفت الكاتبة الجبل بأنه صامت منذ زمن (زمن الاحتلال)، وشاهد على محاولات الثورة ضد الصهاينة، وعلى جميع أشكال الانهزام التي مارستها الأنظمة العربيّة.
وترسم الكاتبة صورًا لبيان ما حدث لأبناء الشّعب العربيّ في فلسطين نتيجة الاحتلال، إذ تقوّست ظهورهم، فكبير القرية (المختار) تقوّس ظهره وصار طريح الفراش، والجندي تقوّس ظهره وصار طريح القبر، وتقوّس ظهر الفدائي وصار طريح البرية.