حرب جديدة ترعب الاحتلال/ بقلم: حاتم الشولي*
لا يعد الرصاص فقط هو مقاومة للاحتلال، إلا أنه أنبل أنواع المقاومة، ولكن أشكال المقاومة كثيرة وقد لا تنتهي، وأكثرها تأثيراً تلك التي تكون مواكبة للحاضر ومعاصرة لأسلوب الحرب الذي تنتهجه قوات الاحتلال الإسرئيلي تحديداً في فضاء الإعلام الإلكتروني من خلال الدعاية السياسية الكاذبة التي تروجها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ظهر مؤخراً حرب مواقع التواصل، وأكبر دليل على تأثير هذا النوع من المقاومة، عمليات الاعتقال التي مارسها الاحتلال بحق نشطاء هذه المواقع، وتوجيه التهم إليهم، في لحظة معينة يصبح الحرف له فعل الرصاص وتكون الثورة فقط بمنشور على فيسبوك مثلاً، مثل العديد من أبطالنا الشهداء الذين أعلنوا عبر صفحاتهم على منصات الإعلام الاجتماعي نيّتهم في الشهادة قبل تنفيذ عملياتهم الاستشهادية، ليجن جنون الاحتلال وأعوانه.
وأكثر من ذلك، فتيات بعمر الورد تم اعتقالهم لكتابتهم منشورات تؤيد عمليات الاستشهاد، الكيان الصهيوني بات ينظر إلى أن جميع فوهات الثورة موجهة ضده، لدرجة أن هذا الكيان الذي روّج لقوته لسنوات، بات يخشى تغريدة قد تهده من أوله لآخره.
طوال السنوات الماضية والعرب البعيدين عن دائرة المواجهة يقولون “ما بيدنا حيلة” إلا أن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أسقطت هذه الحجج، إن التضامن مع الأسير المضرب عن الطعام محمد القيق أحدث ضجة دولية والتفت العالم إلى قضيته بسبب مواقع التواصل الاجتماعي.
الثورة طويلة، وأساليبها كثيرة.. ومواقع التواصل الاجتماعي قد تلعب دوراً مهماً في تحرير الأرض من خلال عالم افتراضي.
*صحفي، أخصائي في الإعلام الإلكتروني