تغيير وجه المنطقة حلم نتنياهو ام مشروع قائم ؟

تغيير وجه الشرق الأوسط وبناء شرق اوسط جديد شعار لطالما ردده نتنياهو في حربه المفتوحة على غزة ولبنان، من حقنا بل ومن واجبنا ان نتساءل هل ما زال في إطار الحلم ام انه تحول الى مشروع؟
نعرف ان الحلم افكار نتمنى تحقيقها، بل ان الحلم يساهم في تحريك وتطوير الأفكار.
ولكن عندما ننتقل من مرحلة الفكرة الى التخطيط والسعي للتنفيذ فإننا نكون في المشروع الذي نسعى لتحقيقه من خلال توفير مستلزماته.
لكن في اي اتجاه ينوي نتنياهو تغيير وجه المنطقة؟
ينطلق نتنياهو من تجارب ودراسات القوى الغربية ونظرتها لكيفية التعامل مع منطقتنا هذه النظرة التي ترى ان اتفاقية سايكس _بيكو لم تعد تلبي الغرض فلا بد من مرحلة تفتيت جديدة على اسس طائفية ومذهبية وعلى ضوء ما أفرزته واقع المجتمعات العربية من عناصر تفجير وبذور تشظي.
اذن كان التفتيت هاجسه لكنه وجد ان المقاومة سواء في فلسطين ولبنان والعراق وسوريا واليمن شكلت بمجموعها قوى تصدي لتوجهاته، لذا فانه وضع نصب عينيه فكرة القضاء عليها وسحب سلاحها كشرط لوقف حروبه، وزاد من حماسه ما لقيه من دعم وتجاوب امريكي من الادارتين السابقة والحالية.
انا اعتقد ان نتنياهو قد بدأ السير في مشروعه ولكن علينا ان ندرك ان مجمل التطورات التي حدثت في لبنان بعد تشييع الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد صفي الدين، والتهديد الحوثي لإسرائيل حول استمرارها في حصار غزة ومجمل التطورات في سوريا وتعامل السلطة كمجموعات وليست ادوات لدولة يكشف عن عمق الازمة السورية وإننا مقبلين على تحولات خطيرة.
باختصار المنطقة تتجه نحو التصعيد وان قوى المقاومة اعادت ترتيب اوراقها بما يمكنها من افشال مشاريع نتنياهو.
لقد ظن العدو انه نجح في ضرب المقاومة ونجح في اقامة حواجز امنية له في الجنوب اللبناني والسوري والشريط الامني في غزة، الا ان ما يجري من تفاعلات على الارض يشير الى اننا امام مرحلة جديدة من المواجهة وان العدو سيفشل كما فشل في خطته الأولى، وإن الصراع سيبقى مستمرا حتى وان كان بتعرجات ومؤكد ان انتصارنا سيكون اكثر من حتمي.