بيانات وتصريحات عامة

تصريح صحفي صادر عن ائتلاف الاحزاب القومية واليسارية

عقد ائتلاف الاحزاب القومية واليسارية اجتماعه الدوري في مقر حزب الشعب الديمقراطي الاردني “حشد”, وذلك بتاريخ 5 / 8 / 2018م حيث ناقش الاوضاع السياسية في ظل الازمات العامة التي تعاني منها البلاد, وخلص الاجتماع إلى ما يلي:

1- في الشأن المحلي: بعد مرور اكثر من شهرين على الهبة الشعبية المباركة في اواخر ايار الماضي, وكل ما تبعها من اجراءات ووعود بالتغيير, لا تزال الاوضاع السياسية والاقتصادية تراوح مكانها, ولم تشرع الحكومة بعد في معالجة الاسباب الرئيسية التي ادت إلى اشتداد الازمات العامة في البلاد, كما عبرّت عن ذلك حالة السخط الشعبي في الشارع وتدهور الاوضاع المعيشية للمواطنين.

لقد اكدت احزابنا في الحوارات التي جرت مع الحكومة الجديدة على اهمية الالتزام بأركان الاصلاح السياسي والاقتصادي وتلازم مساراتهما معاً, باتجاه تغيير النهج والقواعد الرئيسية التي فاقمت الازمات السياسية والاجتماعية في البلاد بصورة غير مسبوقة.

2- تؤكد احزاب الائتلاف أن الشروع الجاد والفوري في اجراءات التغيير السياسي والاقتصادي هو الطريق الانجح لمكافحة منظومة الفساد القانونية والبنيوية السياسية التي ادت إلى زعزعة الاستقرار العام في البلاد, ونهب الثروات واحتكارها وإفقار الغالبية العظمى من المواطنين.

لقد ادى غياب الاصلاح والالتفاف الدائم على متطلباته واستحقاقاته الضرورية وغياب الشفافية ومحاسبة الفاسدين إلى حالة فراغ سياسي كبير واحلال الشائعات اليومية التي طالت مؤسسات الدولة ورموزها بديلاً للخطاب السياسي الصريح والواضح, وعليه فاننا نؤكد دون كلل على أن طريق الاصلاح والتغيير الديمقراطي هو المخرج الوحيد الآمن للمأزق السياسي والاقتصادي الذي تعيشه البلاد, حيث بات من الضروري وجود حل وطني للازمة الاقتصادية وحل ديمقراطي للازمة السياسية التي تعيشها البلاد.

3- تؤكد احزابنا على ضرورة عدم الاستجابة للضغوط الدولية باتجاه فرض حلول سياسية تصفوية, تستهدف ليس فقط القضية الوطنية الفلسطينية وانما إخضاع المنطقة العربية برمتها لشروط التحالف الامريكي الصهيوني ومشروعه الاستعماري في المنطقة وعليه فإن الحديث عن حلف ناتو عربي تشارك فيه دول الخليج ومصر والاردن بالمشاركة مع واشنطن, انما يستهدف تكريس الهيمنة العسكرية الامريكية الاسرائيلية, على المنطقة العربية.. بكل ما يحمل هذا المشروع من مخاطر كبرى تمسّ السيادة والاستقلال الوطني, وتسهل إمكانية تمرير ما يسُمّى بصفقة القرن. وبلدنا الاردن لن يكون بمعزل عن اثارها وتبعاتها.

4- على الصعيد الفلسطيني: تشير التطورات السياسية المتسارعة الاخيرة وما نتج عنها فيما سميّ بهدنة الخمس سنوات مع العدوّ الصهيوني إلى مخاطر وطنية كبرى على مستقبل القضية الفلسطينية خصوصا وأن الاتفاق جاء في ظل استمرار حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني وفي ظل فرض التطبيقات المتلاحقة لما سميّ بصفقة القرن, التي بدأت بالاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ثم العمل الدؤوب من قبل الادارة الامريكية على تصفية قضية حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم وديارهم.

كما جاءت هذه الهدنة ايضا في ظل الاوضاع المعيشية والانسانية المتردية في قطاع غزة بسبب الحصار الهمجي منذ سنوات طويلة, في محاولة خبيثة للمقايضة بين الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وبين لقمة العيش الكريمة.

ان الانزلاق إلى توقيع اتفاق سياسي مع العدوّ في ظل الاختلال الفادح في موازين القوى العربية والدولية, سيؤدي إلى وقوع كارثة أوسلو2, الذي تسبب في حالة التدهور الكبير والمتلاحق في القضية الفلسطينية, لذلك فاننا نعبرّ عن خشيتنا من مخاطر هذه الهدنة وترسيخها لواقع الانقسام الفلسطيني الجغرافي والديمغرافي مما يزيد من تفاقم حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي.

5- عربيا: بعد التطورات السياسية الشعبية الكبيرة في العراق الشقيق المناهضة للظلم والفساد والنجاحات العسكرية المتقدمة في سوريا على طريق استعادة السيطرة على كامل الاراضي السورية فقد اصبحت لدى الحركة الشعبية العربية فرصة لإعادة الاعتبار لدورها الوطني والقومي في مواجهة ما يسُمىّ بصفقة القرن ومواجهة سياسات التطبيع المجانية التي تجري مع العدوّ الصهيوني ومحاربة كل اشكال المحاصصة والطائفية وتعبئة المجتمعات العربية للدفاع عن حقها في العيش بكرامة وحماية اوطانها من المخططات الاستعمارية المتوحشة ويستدعي هذا الوضع توفير كل مقومات النهوض والصمود والوحدة في المعركة السياسية الكبرى الراهنة.

عمان 7 / 8 / 2018

عبلة محمود ابو علبة

الامين الاول

لحزب الشعب الديمقراطي الاردني “حشد”

الناطق الرسمي باسم الائتلاف

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى