تصريح صحفي: ألف تحية واعتزاز لشعبنا البطل في غزة.. وكل العاملين في “مستشفى الشفاء”
رغم التغطية الأمريكية والغربية للعدوان الهمجي الصهيوني على المستشفى، جيش الاحتلال يفشل في اغتيال المستشفى، كما فشل في كسر روح المقاومة في القطاع.
برغم من الذرائع الأمنية والأكاذيب السخيفة، فقد جاء الاستهداف المبيت لـ “مجمع الشفاء الطبي” ليكشف عن الأهمية القصوى التي يمثلها هذا “المجمع” في مركزية النشاط المجتمعي المؤثر لهذا الصرح العلمي الاجتماعي في قطاع غزة، ودوره الحيوي في توفير أسباب الصمود الشعبي، كما يفضح عن عمق مشاعر الكراهية ونوايا الثأر والانتقام عند المعسكر المعادي.
فهذا المجمع الطبي والذي يتكون من عدة مستشفيات متخصصة، يعتبر بحق أهم إنجاز حضاري وإنساني على مستوى القطاع، ومفخرة غزية فلسطينية عريقة، قدم مثالا رائعا من المستوى الفني والمهني للتقدم العلمي، كما راكمت جهود طواقمه الصحية والإدارية -المؤلفة من حوالي ألف وخمسمائة طبيب وممرض ومساعد فني- رصيدا معنويا وعلميا متقدما في مجال البحث العلمي والتطور المهني، وشكلت بجدارة واجهة مشرفة لشعبنا الصامد في القطاع وكل فلسطين.
بسبب مكانته هذه، تحول “المجمع” إلى حلقة وصل ومنصة فعالة، وبؤرة توعوية ومنصة إعلامية وطنية ودولية، وملجأ للنازحين المحتمين من وحشية العدو، وحمل رسالة غزة المقاومة العادلة، بالصوت والكلمة والصورة إلى العالم، وفضح أراجيف ووحشية العدوان..
ولا بد هنا من الإشادة بالإنجازات التي امتدت على مدى أربعين يوما، واجه خلالها المستشفى، تدفق الجرحى والمرضى والشهداء، وعشرات الآلاف من النازحين والصحفيين، في ظل ظروف استثنائية حرجة مع انقطاع الماء والكهرباء والوقود وشح الطعام. فجاء الاستهداف العدواني كقرار أتخذ على مستوى صهيوني غربي، دخل بموجبه جيش الاحتلال بكل أسلحته الفتاكة لتدمير المجمع بمنشآته ونزلائه والعاملين فيه، في محاولة لإخراجه من دوره كعامل فعل وصمود، وشاهد ثقة على العدوان.
لقد دفع الشعب الفلسطيني دماء غالية، وتسبب العدو بارتقاء آلاف الشهداء، وجرح أضعافهم من الجرحى، ودمر معظم البنى التحتية في القطاع، إلا أن “المجمع” قد سجل حكاية صمود وكفاح وشكل رمزا لانتصار المقاومة وللرواية الفلسطينية.
أراد العدو أن يكسر أحد أهم أركان صمود الناس على الارض، إمعانا بسياسة الإبادة الجماعية والأرض المحروقة، لدفع الناس إلى التهجير القصري، ولكنه خرج بفضيحة صهيونية غربية مدوية سيكون لها دورا قادما في إضعاف تماسك التحالف المعادي، وتصعيد التعاطف العربي والعالمي مع القضية والشعب الفلسطيني.
في معركة العناد والإرادات على طريق المعركة الطويلة، انتصر الدم على السيف ولحقت بالعدو هزيمة معنوية وأخلاقية مدوية.
حاول الغازي قتل المستشفى فعطله وأصابه بجروح بليغة، ولكن المستشفى لم يسقط، وسينهض مجددا بإرادة أطقمه البطلة والتفاف الجميع من حوله، ليواصل رسالته الإنسانية والحضارية والوطنية.
الرحمة والفخار لأرواح الشهداء، الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
ألف تحية للعاملين والقائمين على مجمع الشفاء، لأدائهم الرائع، وصمودهم الشجاع،
والحرية للشعوب المناضلة..
دائرة الثقافة والإعلام الحزبي
حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني