تحية اعتزاز واكبار للنساء الاردنيات الشجاعات في التصدي لوباء كورونا
تشكل أزمة وباء كورونا واحدة من اكبرالأزمات التي مرت في تاريخ البشرية الحديث ويترتب على طريقة مواجهتها مستقبلنا بسبب تأثيراتها على مختلف مناحي الحياة إن كان في مجال التحدي الصحي القائم أو كان في التحديات القادمة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، بشكل خاص.
وقد تميز الأردن بالكفاءة في التصدي لهذا الوباء من حيث الإجراءات الفورية والحازمة لمنع انتشار الوباء بالكيفية التي انتشر بها في بقية دول العالم.
ولنا الفخر، بصفتنا ممثلات عن المنظمات النسائية في ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية أن نسجل الدور البارز الذي تلعبه نساء الأردن بصمت في مواجهة الوباء، إن كان بالمشاركة في الصفوف الأولى في الأدوار التقليدية في قطاعات الصحة والتعليم أو كان عبر المساهمة بالأدوار الجديدة في القطاعات الانتاجية والخدمية
لكن علينا، قبل ذلك، التذكير والإقرار بأن النساء كن دائما أول من يعاني من الخيارات الاقتصادية القائمة على قانون الربح وأن اضطهاد النساء في جميع أنحاء العالم هو الوجه الصامت لسيطرة هذا القانون. مع العلم أن النساء يتحملن مسؤولية أكبر، عند كل منعطف وكل جائحة وبائية، بسبب أوجه عدم المساواة الهيكلية الموجودة. وما نراه حالياً، فإن حوالي 70٪ من الذين يتعاملون بشكل كبير مع هذا الوباء في القطاع الصحي والاجتماعي وخدمات التنظيف، وخدمات العناية بالمسنين وأصحاب الاعاقات، هم من النساء. ولعل فقدان الدخل، وإغلاق المدارس، والتعليم عن بعد يضع عبئاً إضافياً على النساء اللواتي يعانين من المسؤوليات الأسرية والمنزلية التقليدية غير المتساوية.
ولا يسعنا، في هذه الأوقات الصعبة، إلا الإشادة بأداء النساء المميز رغم كل الصعوبات والذي يتم تناقلها بين الناس. فقد تم تناقل قصص وأسماء الممرضات والعاملات في القطاع الصحي اللواتي وقعن في شباك اصابات الوباء بسبب تصديهن السريع لمساعدة المصابين. إذ المعروف أن النساء يشكلن العمود الفقري للعمل في القطاع الصحي منذ وقت مبكر. واليوم، تشكل الممرضات السند الحقيقي للقطاع الصحي في جميع المواقع. ونحن إذ نعترف بدورهن الهام في مواجهة الوباء، نتمى لضحايا الاصابات سرعة الشفاء ودوام الصحة والعافية. ونتمنى أن تحمل “ملائكة الرحمة” أوسمة التقدير الرسمي للاعتراف بالدور الحالي والدور التاريخي لهن.
جنباً إلى جنب، يتناقل الناس قصص الجهود المضنية التي تصرفها المعلمات، بالذات، للتعليم عن بعد. فقد أخذ الوباء الناس على حين غرة وكان لا بد من إغلاق المدارس حفاظاً على حياة الطلبة والجهاز التربوي. وهنا وقع على عاتق المعلمين والمعلمات البدء بالتعليم عن بعد. ورغم اضطرار المعلمات للقيام بالعناية بأطفالهن بسبب إغلاق دور الحضانات، والقيام بالأدوار التقليدية المناطة بهن في المنزل، تصدين بجدارة لمهمة إعداد الدروس بالطريقة الجديدة والتواصل مع الطلبة وتصحيح الأوراق وإعادتها دون حساب للساعات الطويلة التي يمضينها في العمل عن بعد.
كما برزت الأدوار الجديدة للنساء في المواقع القيادية في الجهاز التنفيذي الذي يشرف على توفير سبل العيش الكريم في ظل الأزمات وفي أجهزة الأمن وفي السلك القضائي وفي قيادة منظمات المجتمع المدني التي تتصدي للعمل الاجتماعي. ولعل الأيام القادمة توضح لنا الصورة عن بطولات النساء الشابات اللواتي استطعن بجدارة العمل عن بعد والتغلب على جميع العقبات، حتى تستمر معظم المؤسسات بعملها. هذا عدا عن المبادرات المجتمعية الخلاقة في المدن والأرياف بهدف مساندة الناس وحفظ كرامتهم.
نعيد التأكيد على اشادتنا بالاعمال التي تقوم بها النساء إن كن في الصفوف الأولى أو كن خلف الكواليس لحماية الوطن وأبنائه وبناته، مما يبعث فينا العزم على الاستمرار في الدفاع عن حقوقهن المتساوية على جميع الأصعدة وفي مقدمتها الصعيد السياسي الكفيل بإحداث التغيير الذي ينصف النساء ويعزز مشاركتهن المجتمعية.
عمان – 14نيسان 2020
المنظمات النسائية لائتلاف الأحزاب القومية واليسارية