لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
مقالات

بين نووييّ كوريا الشمالية وإسرائيل! / جهاد المنسي

قبل أيام قررت الحكومة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع جمهورية كوريا الشمالية. جاء القرار بعد ما يقرب من 3 اشهر على دعوة الولايات المتحدة لدول العالم قطع العلاقات السياسية والاقتصادية مع الدولة الكورية، بعد تجارب صاروخية قام بها الشماليون اعتبرتها الولايات المتحدة ودول في مجلس الامن واخرى مستفزة.

الموقف الاردني بقطع العلاقات السياسية غير الدافئة أصلا مع كوريا الشمالية، جاء بعد أن قامت مصر بالامر عينه وقطعت علاقاتها مع كوريا قبل نهاية العام الماضي، كما فعلت الامارات العربية المتحدة ذلك، فيما خفضت الكويت من التمثيل الدبلوماسي الكوري لديها، بينما لم تستجب اي من دول اميركا اللاتينية لدعوة نائب الرئيس الاميركي مايك بنس بقطع العلاقات مع بيونغ يانغ، واعتبرت المانيا ودول اوروبية الدعوة الاميركية بقطع العلاقات إغلاقا لآخر طاقة حوار مع بيونغ يانغ.

حسنا، بعض دول العالم، والولايات المتحدة والعرب منزعجون من البرنامج النووي الكوري الشمالي، وانضمت حكومتنا لحفلة الانزعاج تلك، وهي فرصة بما ان الكلام عن الخطر النووي لكي نقر ونؤيد أهمية الحفاظ على الأمن والسلم العالمي، وأن تتحوّط حكوماتنا من البرامج النووية لأي دولة في العالم، وأن نقلق من تأثيرها علينا وعلى العالم، فهذا أمر نتفق عليه مع الحكومة. وفي سياق حرص حكومتنا على البيئة والتحوط من برنامج دولة تبعد عنها الاف الكيلو مترات، فإن عليها من باب أولى واجب أن تتخوف من برنامج الكيان الصهيوني النووي الذي لا يبعد عن حدودنا سوى 30 كيلو مترا فقط.

إذ أنه ليس من الحكمة أن نتحوط  من برنامج نووي يبعد عنا آلاف الكيلو مترات ولا نتخوف من برنامج نووي لا يبعد عنا اكثر من 30 كيلو مترا، ولو أجرينا مقارنة بين بيونغ يانغ والكيان الصهيوني، مع الاعتذار لكوريا الشمالية لوضعها بمقارنة مع دولة لا تعترف بها بيونع يانع اصلا، وما تزال تعتبرها محتلة لأرض عربية، ولطالما دعت وصوتت في الجمعية العامة للامم المتحدة ضد كل ما يقوم به الكيان الصهيوني من أفعال نجسة ووسخة في الأراضي المحتلة، لو  قارنا بين البرنامجين ماذا سنجد؟!.

سنجد أن إسرائيل لا تصارح المجتمع الدولي بتفاصيل مشروعها النووي، وتتحسّس من أي لجنة دولية لتفتيش مفاعلاتها النووية، وتؤمن أن محيطها معاد ويتآمر عليها طوال الوقت، وترفض التوقيع على اتفاقية حظر الأسلحة النووية، وتلاحق دوليا لارتكابها انتهاكات فادحة لحقوق الإنسان وجرائم حرب، ورغم ذاك تنال الدعم والحماية من قوة عظمى هي الولايات المتحدة.

عمليا وبمقارنة غير عادلة باعتبار أن كوريا الشمالية أفضل مليون مرة من الكيان الصهيوني، أقلها بسبب مواقفها الإيجابية مع قضايانا العربية وابرزها القضية الفلسطينية، فإن ما تقوم به كوريا الشمالية فيما يتعلق ببرنامجها النووي يتشابه تماما مع ما يقوم به الكيان الصهيوني، ورغم ذاك تبقى كوريا الشمالية هي الوحيدة التي تنال اللوم والعقوبات الدولية، فيما لا يأتي أحد على سيرة الكيان الصهيوني اطلاقا، وتبقى العلاقات معه قائمة دون انقطاع.

هي مفارقة غريبة ان تقطع العلاقات مع دولة تبعد عنا آلاف الكيلو مترات بسبب برنامجها النووي الغامض!، وتبقى العلاقات مع كيان لا يبعد برنامجه النووي الغامض عنا سوى 30 كيلومترا؟!، ولو تذكرنا فإن الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت قنابل نووية قتلت فيها البشر هي الولايات المتحدة إبان الحرب العالمية الثانية ضد اليابان، وهي اليوم تتباكى حرصا على الأمن العالمي رغم انها الوحيدة التي أبادت البشرية بقنابلها النووية؟!.

نقلا عن الغد

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى