آراء ومقالاتمقالات

بين مشهد الصمود الأسطوري للأسرى ومشهد السادية والإجرام الصهيوني

قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو الصهيوني باتت أكثر من واضحة للرأي العام، وراحت تكتسب اهتمامًا دوليًّا متزايدًا، وخاصة من قِبل منظمات العفو الدولية وحقوق الإنسان، أكثر من أيّ مرحلةٍ سابقة.

والحقيقة أن عملية التبادل، بقدر ما كشفت لنا من صور البطولة والصمود الأسطوري للأسرى، فقد كشفت كذلك عن الصورة الوحشية والسلوك الإجرامي الذي مارسه “النازيون الجدد” بحقّ الأسرى، من ساديةٍ قلّ نظيرها، وتعذيب، وحرمانٍ من الطعام الكافي والماء، والإهمال الطبي، والإهانة اليومية، وكلّ ذلك يدلّل على حجم العنصرية والنزعة الإجرامية لديهم.

مقابل هذه الصورة السوداء، كانت هناك صورةٌ مضيئة؛ صورة الصمود والإيمان العميق بالحق في الحياة والحرية.
وليس هذا غريبًا على أبناء شعب الجبارين؛ إنهم الرجال الذين حوّلوا السجن إلى مدرسةٍ للارتقاء بالوعي والإبداع الذاتي، من خلال الإنتاج الأدبي والفكري.

ولنا في رفيقنا القائد كميل حنيش، وما أنتجه من أدب، ما يعزّز هذا الرأي، ورفيقنا نادر صدقة، اللذين تنسّما الحرية بعد أكثر من ربع قرنٍ من الأسر. وكذلك العديد من الأسرى الأبطال من مختلف الفصائل الفلسطينية.

قضية فلسطين، وقضية الأسرى على وجه الخصوص، باتت اليوم قضية إنسانية بامتياز، وهي أيضًا قضية تحرر وطني، وضحيةٌ لحركة الاستعمار الغربي (البريطاني تحديدًا)، وحركة الاستعمار الاستيطاني الصهيوني.

لقد بات العالم أكثر وعيًا وإدراكًا لحقيقة ما يجري، خاصةً بعد حرب الإبادة التي قامت بها حكومة “النازيين الجدد” ضدّ أهلنا في غزة.
صحيحٌ أن الثمن كبير، ولكن هدف الحرية أكبر؛ فالشعب الفلسطيني يقدّم كلّ يومٍ صورًا من البطولة والفداء، تُلهم العالم أجمع.

دم أطفال غزة، ودم رجالها ونسائها وشيوخها، لن يذهب هدرًا، بل سيكون زيت قنديل التحرير، وسيكون صمود وعزيمة الأسرى حافزًا للأجيال للمضيّ قدمًا نحو التحرير والحرية.

المجد لغزة، ولكل فلسطين.
والتحية لأسرانا الأبطال،
ولأكرم البشر، الشهداء، الخلود والفخار.

اظهر المزيد

د. سعيد ذياب

د. سعيد ذياب الأمين العام… المزيد »
زر الذهاب إلى الأعلى
Secret Link