بين النجاح والفشل/ د. سعيد ذياب
نصر في تفكيرنا وسلوكنا على الخلط في المفاهيم وبالتالي خلق نوع من الضبابية في الرؤية والتفكير، في هذا السياق تحضرني طرفة، ان مريضا دخل الى المستشفى لإجراء عملية جراحية وبينما كان ذووه ينتظرون انتهاء العملية للاطمئنان علية خرج الطبيب وسألوه طمنا يا دكتور. اجاب لقد نجحت العملية لكن المريض مات.!!!!!!
والان يتحدث الكل الفلسطيني عن الحوار والامل بالنجاح، دون ان نحدد نوع وطبيعة النجاح.
هنا من حقنا ان نتساءل، لماذا التفاؤل بنجاح الحوار هذه المرة؟ هل تغيرت طبيعة ونهج بعض الاطراف؟ حتى نتفاءل بالنجاح، وإذا كان الامر كذلك في اي اتجاه هذا التغيير لهذا الاطراف؟
ما نشهده هو أن السلطة ماضية في ذات المسار، التنسيق الامني الاعتقال للمقاومين، دون أي اشارة تدل على ان تغييرا او تعديلا في السلوك او الرؤية، ما يهمهم سلاح واحد، وال vib, والمستردات المالية.
رهان العض على التوصل الى صيغة، توفيقية تضع وجهتي النظر متجاورتين دون اي احتمال للحسم وتجميد حالة التصارع بشكل مؤقت.
يبدو لي اننا مسكونين بالفكر التوفيقي الذي يعني عدم الحسم، ورغم قناعتي بان هذا المنهج التوفيقي لعب دورا بارزا في تعطيل عملية التحديث والتطوير لدي مجتمعاتنا، فان خطورته تزداد لدي شعب كالشعب الفلسطيني الذي يعيش مرحلة تحرر وطني وهو بأمس الحاجة الى الوضوح في الهدف والموقف السياسي، وان الاهداف الوطنية لا تخضع لصياغات لغوية ملتبسة تحمل كل الأوجه، لان هكذا صيغ ليست الا تدليسا لفشل الحوار تماما كفشل الجراح، المشكلة باتت أكثر من معقدة حينما تصدر الفهلويون زمام الامر وفرضوا على الشعب الفلسطيني سلوكهم.
مرحلة الغموض والفهلوة بدأت مبكرا، المشكلة ان اصحابها حاولوا ايهامنا بأنهم اصحاب رؤية استشرافية وان نظرهم ابعد من نظر زرقاء اليمامة.
ثورة ال ٣٦ لعبت كتائب السلام المدعومة من بريطانيا دورا اساسيا في اجهاضها. والفهلوة والانتهازية ادخلتنا في مستنقع اوسلو.
لن نخرج من المستنقع الا بتغيير النهج وتحديد الهدف بوضوح وعدم السماح لأصحاب الفهلوة بالتلاعب بهدفنا.