نداؤنا

بين التفاؤل الحقيقي والزائف

كيف يمكن قراءة روح التفاؤل التي يحاول معالي وزير الإعلام إشاعتها من أن أحوالنا بخير، في الوقت الذى تنتاب الغالبية الساحقة من الأردنيين روح التشاؤم من الحاضر والمستقبل؟.

روح التفاؤل التي يحاول إشاعتها أقرب ما تكون “واجب حكومي” ذلك أن من يجلس في الحكومة عليه دفع ضريبة هذا التواجد وأن يعلن للناس  أن عهد هذة الحكومة هو عهد الخير والبركة لأن الإقرار بالتشاؤم يعني أن صناع الحدث ليسوا جديرين  بالمسؤولية.

كيف للمرء أن يتفائل والبطالة أكثر من 25% من الباحثين عن عمل، كيف للمرء أن يتفائل ويكاد يكون أكثر من نصف الأردنيين يعيشون تحت خط الفقر؟.

كيف للانسان الأردنى أن يتفائل والوضع الصحى يرثى له ؟ أما التعليم فحدث ولا حرج.

كيف يمكن لنا ان نتفائل  بالمستقبل ونحن نعرف أن الحاضر هو أب المستقبل  وكل معطيات الواقع والقوى الفاعلة بعيدة كل البعد عن الطموح؟.

نحن نرزح تحت مديونية أرقامها فلكية وأن موازنتنا لا تزال تعتمد على أكثر من 20% على الهبات والمساعدات وتدعي أن اقتصادنا يعتمد على الذات.

أمام هذا الواقع  كيف لنا التفاؤل بالمستقبل ؟

لماذا يا معالي الوزير نعيش حالة “المراوحه” في عملية الإصلاح وكلما تقدمنا خطوة للأمام سرعان ما نعود للخلف خطوة بفعل ضراوة قوى الشد العكس، ولأن النخبه الحاكمة لاتزال ترفض الاقتناع بأن التغيير يتحقق من خلال المشاركة الشعبية في العمل الحزبي باعتبارها قوى التغيير الحقيقية، ولا تزال تنظر للتغيير كقرارات فوقية وفق مقاسات محددة.

أزماتنا كثيرة ولكن حكومتنا لا تريد الاعتراف وتمارس سياسة الإنكار، وهذه السياسة لا تولد حلولاً بل تزيد الأمور تعقيداً.

هل تريد أن أذكر لمعاليك أنواع الأزمات؟

المجتمعات المتقدمة جسرت الفجوة الزمنية بين الفكرة والتطبيق مما يجعل هذة المجتمعات تمتاز بسرعة التغيير والقدرة على حل مشكلاتها بسرعة وفي الوقت المناسب.

نحن نمارس الإنكار وبطىء الإيقاع سيد الموقف والباص السريع نموذج، وما زلنا كما يقول مظفر “إن مجرد مكتوب من أمي يقعد فى أروقة الدولة شهران قمريان”.

وبعد كل هذا تحدثنا عن التفاؤل ؟!!!

إقرأ أيضاً : مغادرة النهج السياسي الاقتصادي …الحل الوحيد لمشكلة البطالة

بواسطة
د. سعيد ذياب الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى