بيان صادر عن شبيبة حزب الوحدة الشعبية
تابعت شبيبة حزب الوحدة الشعبية الدعوة الموجهة من الإتحاد الأوروبي عبر برنامجه (حوار المتوسط للحقوق والمساواة) الموجه لدول حوض البحر المتوسط، و للشباب العربي تحديداً، و سجلت الملاحظات التالية:
1-نؤكد أن المسار التاريخي الطويل للعلاقات الأوروبية مع المنطقة العربية و المغاربية تحديداً، هو مسار يخفي في طيّاته النوايا الإستعمارية الدفينة لهذه الدول منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية، حيث تشير كافة الدراسات الصادرة عن دول المغرب العربي – تونس و المغرب- أن عناوين التعاون الإقتصادي و الإجتماعي التي طرحتها دول الإتحاد الأوروبي منذ مسار برشلونة الأورومتوسطي ١٩٩٥، لم تكن سوى أغلال اقتصادية و اجتماعية، كان الإتحاد الأوروبي هو المستفيد الوحيد منها، على حساب ثروات الشعوب و سرقة سيادتها الإقتصادية و تشويه نسيجها الإجتماعي.
2- نشدد على موقفنا الثابت بحق الشعوب بتقرير مصيرها، حيث أن مستقبل المنطقة العربية منوط بتطلعات شعوبها و حركتها السياسية الوطنية، و إن هذه الدعوات ليست سوى جزء من سباق السيطرة الإمبريالية على المنطقة، لإحكام السيطرة على السوق تحت مسميات “مناطق التجارة الحرة” في ظل واقع تجاري و اقتصادي غير متكافئ، بعدما تبدلت السياسية الأوروبية تجاه المنطقة بالنسبة لتقديم الدعم المادي المباشر.
3- إن الحديث عن نبذ التطرف و حماية الشباب من “الإرهاب”، لا يمكن أن يتساوق مع التدخل السافر لدول الإتحاد الأوروبي في المنطقة، و مشاركة جيوشها ضمن تحالفات غربية تدك أرجاء مختلفة من وطننا العربي، إلى جانب أن الكيان الصهيوني هو عضو فاعل في منظمة (دول الإتحاد من أجل المتوسط)
4- الشباب العربي و الأردني عبر نضالاته الوطنية و القومية، سيستطيع -حتماً- تحقيق طموحاته بالإستقلال و التقدم و الحياة الديمقراطية، و ما تعايشه منطقتنا اليوم من انتشار للإرهاب و ارتفاع معدلات الفساد و نهب المال العام، بالإضافة لتفشي الفقر و البطالة بين الشباب، ما هو إلا نتاج لدور المركز الرأسمالي عبر وكلائه في بلداننا العربية.
5- القضية الفلسطينية هي ركيزة راسخة في عقيدة الشباب الوطني الأردني و العربي، و ما الدعوة للـ “تكيّف” و الـ “تعايش” و ما سواها من تعبيرات موجّهة، بالتوازي مع دعوة ممثلين عن الكيان الصهيوني للمشاركة بالورشة التشاورية، سوى دعوات تطبيعية على مختلف المستويات، الهدف منها تدجين الشباب العربي، و محاولة كيّ الوعي الشعبي تجاه القضية المركزية.
إننا في شبيبة حزب الوحدة الشعبية ، نتوجه بندائنا للشباب الأردني و العربي بضرورة مقاطعة مثل هذه الدعوات و عدم التجاوب معها، لما تمثله من أطماع غربية في بلدنا و محاولة لفرض واقع جديد على منطقتنا، و بالتوازي مع ذلك؛ نناشد كافة المنظمات الشبابية الوطنية في الأردن و العالم العربي، للتداعي و التحذير من مغبّة المشاركة بمثل هذه الورشة لما لها من تداعيات خطيرة على بلداننا.