بيان صادر عن حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني بمناسبة يوم الأرض
يحيي الشعب العربي الفلسطيني وجماهير الأمة العربية وكل أحرار العالم في الثلاثين من آذار من كل عام هذا اليوم تكريماً للابطال الذين استشهدوا في ذلك اليوم من عام 1976 دفاعاً عن عروبة الأرض ورفضاً لسياسات الكيان الصهيوني الرامية إلى مصادرة الأراضي وتهويدها.
لقد أكدت هبة يوم الأرض عام 1976 على وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة أهدافه الوطنية بالخلاص من الاحتلال، وبطلان وزيف الخرافة الصهيونية التي تم الترويج لها (أرض بلا شعب, لشعب بلا أرض)، حيث أكد الشعب العربي الفلسطيني في الجزء المحتل من فلسطين عام الـ 1948 على عمق انتمائه الوطني والقومي من خلال التمسك بارضه وحقوقه، وتقديم الشهداء دفاعاً عنها، واكدت الهبة أن المقاومة هي الخيار الوحيد القادر على إعادة حقوقنا التي أضاعتها الرهانات على مشاريع السلام المزعوم فالشهداء خير ياسين، رجا أبو ريا، خضر خلايله، رأفت الزهيري، حسن طه، خديجة شواهين، جميعهم مشاعل أنارت طريق النضال الفلسطيني ليكون هذا اليوم يوماً خالداً في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني وتاريخ أمتنا العربية.
تأتي هذه المناسبة في هذا العام ونحن نمر بمرحلة شديدة الخطورة، يتعرض فيها الشعب العربي الفلسطيني لابشع أنواع العدوان على يد العصابات الصهيونية، واستمرار الهجمة الاستيطانية التي تتجلى بأكثر الصور بشاعة، والتنكر للحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، ومحاولات تصفية قضيته الوطنية.
ورغم حجم التضحيات التي قدمها ويقدمها يومياً الا أن الشعب الفلسطيني لم يستكين ولم يتوقف نضاله الوطني من أجل الحرية والاستقلال والعودة، وقدم صوراً مشرفة في مواجهة كل اشكال العدوان الصهيوني التي تعرض لها في كل المحطات منذ النكبة عام 1948.
وما يزيد من خطورة المشهد، هو استمرار الانقسام الفلسطيني، واستمرار الرهان لدى البعض من القيادة الفلسطينية على العودة الى المفاوضات العبثية مع الكيان الصهيوني التي لم تنتج الا مزيدا من التهويد والقتل والعدوان والإجرام بحق الشعب العربي الفلسطيني، على مرآى ومسمع العالم الذي لم يحرك ساكناً لوقف العدوان، ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه.
ورغم مرور حوالي ستة أشهر على تفجر الانتفاضة الشبابية في الضفة المحتلة الا أن طرفي الانقسام ما زالا يبحثان عن الذرائع والحجج، مما يؤكد على ضرورة أن يتحمل الجميع مسؤوليته في مواجهة المخاطر والانقسام، من أجل الاستفادة من اللحظة السياسية المواتية، لتطوير وارتقاء الحالة الجماهيرية وصولاً إلى انتفاضة شعبية شاملة تضع القضية الفلسطينية برمتها على طريقها الصحيح، طريق التصدي والمواجهة مع الكيان الصهيوني ومشروعه الاستيطاني الاحلالي.
إن مناسبة يوم الأرض تفرض علينا وعلى كل القوى الشعبية العربية العمل على إعادة القضية الفلسطينية الى عمقها العربي، وأن يكون لها الأولوية في برامجنا وأهدافنا، والعمل على دعم الانتفاضة الباسلة بكل عناصر القوة والصمود في مواجهة سياسة القتل والاعدام الميداني وجرائم الحرب التي يرتكبها العدو الصهيوني يومياً.
في يوم الأرض المجد والخلود للشهداء .. الشهداء المدافعين عن الأرض.. والتحية للأسرى القابعين في سجون الاحتلال الصهيوني ويخوضون معركة الأمعاء الخاوية.. والتحية للمناضلين من أجل حرية أمتهم ووحدتها..
عمان في 29/3/2016
حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني