هبة اللبدي، بصمودها، تنتصر على السجّان، وتعرّي حكومتنا
بعد أن قررت المحكمة العسكرية الصهيونية بالأمس تثبيت الاعتقال الإداري بحق المناضلة الأردنية الشابة هبة اللبدي، لمدة ستة أشهر من تاريخ توقيفها، استقبلته هبة بصمود وتحدٍ، وأعلنت استمرارها في الإضراب عن الطعام.
هبة المواطنة الاردنية المعتقلة لدى الاحتلال منذ شهرين وتخوض إضرابًا عن الطعام منذ 26 يومًا في ظروف اعتقال إداري، ودون وجود أيّ “مسوِّغ” للاعتقال أو التوقيف.
وفوق كل هذا، لا تزال حكومتنا متمسكة بالمتابعة والتحرك “الدبلوماسي” وبإصدار مواقف كلامية لم ولن تُجدي نفعًا، فطالما أن تلك التحركات لم تُغير من الواقع الذي تعيشه هبة وعبد الرحمن مرعي، المصاب بالسرطان، والمعتقل منذ شهر ونصف، والمحوّل إلى التوقيف الإداري منذ ما يزيد عن ثلاثة أسابيع، وغيرهم من المعتقلين الأردنيين في سجون الاحتلال، هنا يبرز التساؤل، من المسؤول عن كل هذا الذي يحصل؟! أليست الجهات نفسها التي جعلت الكيان الصهيوني يبتزّها وينتهك كراماتنا التي أهدروها في وادي وعربة، فالاحداث التي جرت مؤخرا منذ مقتل القاضي الاردني رائد زعيتر، وبعدها حادثة مقتل أردنيين في محيط سفارة العدو في عمان وتسهيل إجراءات ترحيل القاتل إلى كيانه ليستقبله رئيس الوزراء الإرهابي نتنياتو بالاحضان، وبعدها مقتل المواطن سعيد العمرو. لم يتم اعتقال أو محاسبة كل هؤلاء رغم ارتكابهم جرائم واضحة بحق مواطنينا.
إن كانت الحكومات معنيّة كما تدّعي حرصها على كرامة المواطن الاردني، وعلى السيادة الوطنية التي يُعتدى عليها كل يوم، والابتزازات الصهيونية التي يمارسها العدو على الاردن، فعليها اتخاذ مواقف عملية بدلاً من التمسك بعلاقاتها مع هذا العدو، واستمرار التوّسل الذي لن يطلق سراح المعتقلين، ولن يوقف استمرار الانتهاكات، ولن يوقف التعدي اليومي على السيادة الأردنية.
المطلوب هو طرد السفير الصهيوني، وجلب السفير الأردني من الكيان، والإعلان عن الانفكاك من كل الاتفاقيات المُبرمة معه وعلى رأسها اتفاقية الغاز، واتفاقية معاهدة وادي عربة التي لم تجلب لنا سوى الدمار والعار.
نتوجه بالتحية لصمود المناضلة هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي ومحمد مهدي ومحمد مصلح وكل الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال، ونؤكد على استمرار فعالياتنا المتنوعة انتصارًا لهم إلى أن ينالوا الحرية.
