بيان صادر عن المنبر العمالي العربي المناهض للإمبريالية والصهيونية

يأتي الأول من أيار لهذا العام والشعب الفلسطيني يتعرض لإبادة جماعية وتطهير عرقي لم يشهد التاريخ له مثيلاً، نتيجة عدوان مستمر من قبل الكيان الصهيوني المدعوم من قبل الامبريالية الأمريكية وحلف الناتو، وفي ظل تواطؤ رسمي عربي، وحالة شعبية لم ترتقي للحد الأدنى المطلوب منها لدعم واسناد نضال الشعب الفلسطيني.
وبنفس الأسلوب التي يمارسه الاحتلال في القطاع يقوم بممارسته بالضفة الفلسطينية المحتلة، من قتل يومي وهدم للمنازل واعتقالات وقضم يومي للأراضي لبناء مزيداً من المستوطنات من أجل تغيير ديمغرافيًا الضفة الغربية كمقدمة لمشروع الترانسفير لأصحاب الأرض الأصليين.
ويهل علينا الأول من أيار لهذا العام في ظل ظروف في منتهى التعقيد، فسوريا مختطفة من قبل قوى إرهابية تواطأت مع الاحتلال الصهيوني في السماح له باحتلال أجزاء من الأراضي السورية والسيطرة على مقدرات الشعب السوري.
واليمن يتعرض لعدوان يومي نتيجة مواقفه المشرفة في إسناد ودعم الشعب الفلسطيني، والسودان الذي يعيش حالة مأساوية.
ان المنطقة العربية تعيش مأزقها، نتيجة تبعية الأنظمة العربية الحاكمة وارتهانها للمشاريع الصهيوأمريكية، التي تسعى جاهدة لإعادة رسم الخرائط في المنطقة، وبالتالي مزيدًا من الحروب والدمار للبلدان العربية حتى يتم تمرير مشروع الشرق الأوسط الجديد.
في الأول من أيار، يقف المنبر العمالي العربي المناهض للإمبريالية والصهيونية، أمام الأوضاع التي تعيشها الطبقة العاملة العربية ومعها عموم الفقراء والمهمشين في هذا الوطن الممتد من البحر الي البحر، ونؤكد على أن أكثر من 35٪ من شعوب المنطقة يعيشون ما دون عتبة الفقر (وحسب تقارير صادرة عن الأمم المتحدة) بأن الأقطار العربية ذات الدخل المنخفض حالة الفقر فيها مرتفعاً بشكل لافت للنظر، إذ يتجاوز 63٪.
هذا بالإضافة لارتفاع نسب البطالة حسب تقرير للأمم المتحدة في 2023 بأن النسبة وصلت في صفوف الشباب ما دون 30عاماً إلى 26.4٪، هذا يعنى أن المنطقة العربية مقدمة على انفجارات اجتماعية، بسب فشل الحكومات العربية في التنمية وانحيازها للشرائح الطفيلية والكمبرادورية، وفقدان الأمل بمستقبل واعد للشباب.
إن الدولة القطرية، رغم وفرة الامكانيات تعيش فشل في التنمية والعجز عن توليد فرص العمل وتضخم البطالة المقنعة كأحد تعبيرات الاقتصاد الريعي-الزبائني.
إن هذه الاختلالات في بنية الدول العربية التي نراها تقف أمام مأزق تاريخي، فالشعارات التي رفعتها النخب الحاكمة باتت مفرغة من مضامينها السياسية والاجتماعية والتنموية في ظل انحياز هذه النخب لمفاهيم الولاء والتبعية لها. وسعيها لتأبيد الواقع، وإلا ماذا يعني أن أكثر 27٪ من الشعوب العربية أمية، وأن نسبة الاناث من الأميين تصل حوالي80٪.
إن الأخطر في اللحظات هو ما يعيشه الشعب الفلسطيني من حالة إبادة وتطهير عرقي، حيث تجاوز عدد الشهداء والجرحى قرابة 200 ألف في قطاع غزه.
وبلغت نسبة الفقر 100٪ لسكان القطاع، وارتفعت اسعار المواد الاساسية 500٪، وانهيار شامل في النظامين التعليمي والصحي.
والوضع في الضفة الفلسطينية ليس بأفضل كثيراً، حيث ارتفعت نسب البطالة والفقر.
في هذا الواقع الأليم نرى بأنه على الطبقة العاملة العربية، العمل على إعادة قراءة واقعها ووضع رؤيا لمستقبلها، وهي مطالبة بقراءة الازمة الشاملة التي تعيشها نظرياً وسياساًِ، من أجل بلورة مشروع اجتماعي للتحرر، وتشخيص الطور الجديد للمشروع النيوليبرالي، المدمر لجميع اواصر العلاقات الاجتماعية والسياسية والساعي إلى تحويل الإنسان والأرض والثقافة إلى سلعة.
إننا في المنبر العمالي العربي، نرى أنه رغم ما في الصورة من سواد، إلا أن هناك نقاط مضيئة علينا تسليط الضوء عليها،
فما بعد السابع من أكتوبر المجيد رأينا تراجع متسارع للسردية الصهيونية، والتفاف واضح من عمال، وطلاب، ومثقفين، في أوروبا وأمريكا، حول الرواية الفلسطينية والعربية، وأن هناك العيد من الشعوب المسلوبة مقدراتها، رأت في الصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني، فرصة حقيقية للانفكاك من التبعية والارتهان من الهيمنة لقوى الاستعمار والاستكبار في العالم.
إننا ومن مواقعنا العمالية في أكثر من قطر عربي وبمناسبة الأول من ايار المجيد، نوجه التحية لكل العمال الذين رفضوا تحميل وتنزيل السفن والبواخر المتجهة للكيان الصهيوني.
والتحية أيضا للشعوب التي تساند قضايانا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، قضية كل الشرفاء في هذا العالم.
وبمناسبة عيد العمال نطرح مبادرتنا للنقابات العمالية العربية، ببناء تكتل عمالي عربي، يناضل من أجل حقوق الفئات المحرومة والمهمشة…
إطار منفتح على عمال العالم الساعيين للتغيير لبناء عالم تسوده العدالة الاجتماعية والمساواة…
المجد والخلود لشهداء الطبقة العاملة…
كل عام وأنتم بخير…
المنبر العمالي العربي المناهض للإمبريالية والصهيونية
1/5/2025