بيان صادر عن اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية الأردنية (تحت التأسيس)

بعد عامين كاملين على حرب الإبادة الجماعية والتدمير الشامل، في أبشع عدوان عرفته البشرية منذ الحرب العالمية الثانية، وامام بسالة المقاومة والصمود الاعجازيين للشعب الفلسطيني، فقد أرُغم العدو الصهيوني وحلفاؤه على وقف العدوان على غزة، بعد فشل مشروع الاحتلال الدائم والاستيطان وتهجير اهلها تمهيداً لتنفيذ سياسات الضم لقطاع غزة والضفة الغربية.
فتحية الاجلال والاكبار لشهداء فلسطين الراحلين والشهداء الاحياء الذين عاشوا معارك الشرف والكرامة دفاعاً عن الأرض والحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني ضد آخر احتلال استيطاني في التاريخ الحديث.
وهنيئاً للأسرى المحررين وحاضنتهم الشعبية الذين قدموا للعالم دروساً في النضال من اجل الحرية وكسر شوكة الاحتلال، ونتوجه في هذه المناسبة بتحية الصمود والاجلال للأسرى المناضلين ((العشرة آلاف)) في سجون الاحتلال وفي مقدمتهم القادة الكبار الذين رفضت سلطات الاحتلال الافراج عنهم، واننا واثقون من ان قيدهم سينكسر عاجلاً ام آجلاً.
كما نتوجه بكل معاني التقدير والاعتزاز للشعب الأردني وقواه الحية الذي لم يتوقف يوماً عن مساندة الاهل في غزة منذ بدء العدوان ولازال يواصل دعمه بكل السبل السياسية والمادية.
إن التطورات السياسية التي أعقبت اتفاق (9 / 10/ / 2025) وخاصة قمة شرم الشيخ، لتؤكد بوضوح على خطورة المرحلة السياسية الراهنة واللاحقة، فقد تضمنت بنود الوثيقة افخاخاً ونصوصاً مكرره عن وثيقة صفقة القرن (2019)، بكل ما انطوت عليه من اهداف تصفوية للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، تحت عناوين زائفة مثل: “تحقيق الامن والسلام والازدهار” كما رسمت الوثيقة ادواراً للأنظمة العربية الرسمية في سياق تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد، تقوم على الاستمرار في نهج التطبيع مع العدو الصهيوني وإنفاذ الاتفاقات الابراهيمية وتوسيع نطاقها.
وفوق هذا كله، فقد اكدت نصوص الوثيقة على تجريم المقاومة ووصفها بالإرهاب، وإنكار حق الشعب الفلسطيني في مناهضة الاحتلال.
هذه التطورات والمخاطر التي تنطوي عليها، إنما تؤكد على ما يلي:
1- ان (اتفاق وقف اطلاق النار) لا يعني وقف العدوان وحرب الإبادة على غزة، ولا يعني مطلقاً وضع نهاية للصراع الفلسطيني والعربي الصهيوني، فما زال هذا الحلف الصهيوني الامريكي يسعى لتحقيق مساعيه وأهدافه في الهيمنة على منطقتنا ومقدراتها واستئناف ما يسمى بالسلام الإبراهيمي التطبيعي مع الكيان الصهيوني المحتل، وسيستمر في محاولاته لدمج هذا الاحتلال في قلب وطننا العربي كحال “دولة طبيعية”، تتحكم بحاضرنا ومستقبلنا وتملي علينا شروطها.
2- نواجه الآن مشروع اعادة تقسيم منطقتنا، بإلغاء خرائط سايكس بيكو الاستعمارية التي قسمت وطننا لمناطق نفوذ بين الاستعمار البريطاني والفرنسي – الأوروبي، والإنتقال الى واقع استعماري جديد يكون فيه النفوذ أمريكيا – صهيونيا ومشاركة ما يسمحون به للقوى الاستعمارية الآفلة. هذا المشروع الذي يسعى بكل عنجهية الى تفتيت الكيانات والأقطار العربية على أساس طائفي مذهبي عرقي.
أي اننا امام تجديد المشروع الاستعماري، ما يفتح على صفحة جديدة من النضال امام الشعب الفلسطيني وشعوب أمتنا العربية في مواجهة الاحتلال الصهيوني العنصري، والمخططات الاستعمارية على قاعدة تمسكنا بحقوقنا وسيادتنا وحقنا في المقاومة بكل اشكالها.
3- ان الدول العربية التي اعلنت (رسمياً) رفضها لصفقة القرن، ووقفت بحزم ضد التهجير، معنية بالتصدي لاستمرار محاولات الهيمنة الاستعمارية وانتهاك سيادة الدول وفرض المسارات والخرائط الاستعمارية الجديدة، وهي معنية بدعم خيارات مقاومة المشاريع الاستعمارية وليس الاستسلام لها.
4- إن القوى والأحزاب الوطنية والتقدمية العربية، معنية اكثر من أي وقت مضى، بإعادة الاعتبار لدور الحركة الجماهيرية بجميع مؤسساتها وهذا يقتضي الشروع في إعادة بنائها، وتطوير دورها في التصدي للمشاريع الاستعمارية المهددة لسيادة واستقلال البلدان العربية جميعها.
5- تقف الحركة الجماهيرية الوطنية الأردنية بكل قواها الى جانب الشعب الفلسطيني وقواه الحية في المطالبة باستعادة وحدته الوطنية والشروع في حوار وطني شامل وقطع الطريق على جميع البدائل المشبوهة للحل الوطني سواء تلك التي تهدف الى فرض وصاية على قطاع غزة او فصله عن الضفة الغربية وتقويض المشروع الوطني التحرري الفلسطيني والتصدي لمخطط التهجير
6- تقتضي المسؤولية الوطنية والتاريخية لكل من السلطتين التشريعية والتنفيذية في البلاد، العمل على التصدي لإجراءات العدو بنشر ما يُسمى فرقة جلعاد 96 على طول منطقة الاغوار منذ أواخر عام 2024، الامر الذي يشكل تهديداً مباشراً على الأمن القومي الأردني ويتقاطع مع دعوة قادة الاحتلال لاعتبار الأردن جزءاً من خارطة إسرائيل الكبرى.
المجد والعزة للمقاومة
والنصر قادم لا محالة
16 / 10 / 2025