بيان صادر عن اتّحاد الشباب الديمقراطي العالمي- منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: حول زيارة بايدن للمنطقة ومساعي الإمبريالية في تشكيل حلف رجعي مطبّع في المنطقة
منذ بدايات التحول نحو النظام العالمي الجديد، انتهجت الأنظمة الامبريالية وذراعها الصّهيوني في المنطقة سياسات العنف المنظم في وجه الحركات التحررية حول العالم وفي المنطقة، فدعمت الانقلابات العسكرية ضدّ حكومات يسارية وديمقراطية وسلّحت الأنظمة ضد شعوبها ومولت الاعتقالات والاغتيالات وسياسات القمع وكمّ أفواه المفكّرين وخلقت الأرضيّة لاستمرار الكيان الصهيوني في مشروعه التوسعي في منطقتنا.
سرديّة تاريخية مستمرة من نهج قائم على قتلنا وسرقة ثرواتنا وإفقارنا لملء جيوب قلة قليلة من أصحاب الشركات العالمية والبرجوازيات الإقليمية والمحلية التي تعيد إنتاجها، جديدها اليوم زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة العربية لاستكمال تأسيس حلف عربي رجعي مطبّع يكرّس هيمنة الكيان الصّهيوني في منطقتنا ويعطيه الشرعية على أراضينا ويساهم في توسعه الاقتصادي والسياسي والأمني والثقافي.
إنّنا لا نفصل هذه الزيارة عن سابقاتها من أدوات الامبريالية الهادفة لتكريس مشروع التبعية في بلادنا، وندين أنظمتنا المطبّعة أو المتجهة نحو التطبيع والخاضعة لسياسات الاستعمار على التواطؤ في تنفيذ هذا المشروع الاستعماري بما يخدم البرجوازيات العربية ورؤوس الأموال القائمة.
وفي حين تستكمل الامبريالية نهجها في سياسات ضرب حركاتنا التحررية، نؤكّد أنّ الشعوب العربية لم ترضخ، بل حافظت على وعيها الجماعي المعادي للصهيونية، وهذا ما شهدناه في الانتفاضات الفلسطينية الأولى والثانية وفي تحرير عام ٢٠٠٠ لجنوب لبنان وما تلاه في تموز ٢٠٠٦، وهذا ما شهدناه في الانتفاضات العربية التي لم تغب القضية الفلسطينية عن ساحاتها، وهذا ما شهدناه عبر الحركة الأسيرة الوطنية في فلسطين وعبر شعوب العالم التي تظاهرت تضامنًا مع القضية الفلسطينية عند كلّ استحقاق من موقعها المعادي للكيان في الصراع الأممي.
لقد خاضت الشعوب العربية وشعوب العالم معركتها كلّ من موقعه، وفشلت كل سياسات القمع والاستبداد في منعنا من التعلم من أخطائنا والمراكمة على حركتنا التاريخية واستكمال المواجهة وتطوير الأدوات، وهذا ما أكّدت عليه الانتفاضة الفلسطينيية الأخيرة على امتداد الأراضي الفلسطينية والحركات الشعبية في دول العالم المتضامنة معها، وكل ما تلا تلك الانتفاضة من عمليات دهس وطعن وإطلاق نار. ما دام موقعنا في حالة تناقض مع الامبريالية والاحتلال، فإنّ سعينا للتحرر سيظل يفور ولو خمد.
وعليه، يهم المنظمات في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي (WFDY) أن تعلن الآتي:
– تجدّد موقفها الثابت تجاه حق الشعب الفلسطيني في الكفاح ضد العدو الصهيوني، الذي هو جزءٌ من الكفاح العالمي ضدّ الإمبريالية، إذ أنّ آلية التحرّر من هذا الكيان الصهيوني الغاصب هي آلية للتحرر أيضًا من الإمبريالية، ولا سبيل للفصل بين الاثنين. وتؤكد مجدّدًا على حق العودة للشعب الفلسطيني.
– تعلن تضامنها مع الشعوب الكادحة عمومًا والشعب الفلسطيني بشكل خاص في وجه النظام الرأسمالي العالمي والكيان الصهيوني.
- تدعو إلى بلورة سياسات وطنية بديلة تفرض العدالة الاجتماعية واقعاً- تجدّد إدانة كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني بما فيها تطبيع الدول العربية الخانعة الذي تسارع في الآونة الأخيرة. وتثمن جهود كل حركات المقاطعة.
- تدين كل الجرائم والحروب التي يشنّها الاحتلال الصهيوني والإمبريالية العالمية بالوكالة مع الرجعيات العربية والتي تفرض ظلمًا لا حصر له بحقّ الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة بأسرها، بما فيها العدوان المتكرر على سوريا ولبنان واحتلال الجولان ومزارع شبعا.
وأخيرًا تؤكّد المنظمات على أهمية تعميق الثقافة المقاوِمة والمناهضة للاحتلال، وعلى مواصلة النضال إلى جانب الطبقة العاملة الكادحة في البلدان العربية والعالم الذي يشكّل مدخلاً لمواجهة الأنظمة الرأسمالية التابعة للامبريالية، عبر بلورة دور وطني مستقل حمايةً لحقوق الشعوب المكتسبة وتحقيقاً للعدالة الاجتماعية.
– تحيي كفاح الحركة الأسيرة في معتقلات العدو الصهيوني.