بيان صادر عن ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية في ذكرى النكبة
يحيي الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده الذكرى 74 للنكبة العربية الفلسطينية، مستلهما الدروس والعبر التي تختزل كل هذه السنوات من الصراع الوطني والقومي مع احتلال عنصري اقتلاعي وحشي مجرم، يواصل ارتكاب مجازره ضد الفلسطينيين منذ أيام الانتداب البريطاني الذي زرعه في أرضنا، عبر سياسات الاستيلاء على الأرض بالقوة والتهجير والترهيب والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، بدءا من دير ياسين مرورا بصبرا وشاتيلا وليس انتهاء بمخيم جنين والقدس وأراضي الضفة الغربية والنقب والجليل؛ كما يمارس ذلك الكيان العنصري المجرم كل أشكال التزييف للواقع وفرض أمر واقع جديد في الأراضي الفلسطينية المحتلة بهدف طمس الهوية العربية الفلسطينية ومحو كل الشواهد التاريخية والمعالم الأثرية الفلسطينية، وشرعنة تدنيس المقدسات واستفزاز المشاعر الدينية، في انتهاك صارخ لكافة المواثيق والقوانين الإنسانية الدولية، خاصة في مدينة القدس، التي تتسارع وتائر تهويدها في ظل صمت دولي وتواطؤ من قبل معظم الأنظمة العربية التي تخلت عن مسؤولياتها القومية وانحازت للمشروع الصهيوني الاحلالي، وتجاهلت ممارساته العنصرية الإجرامية، وتزكية جرائمه الإرهابية ضد الشعب الفلسطيني والتي تجلت بوضوح في قمة النقب مؤخرا.
أظهرت الجرائم الصهيونية استخفاف الكيان الصهيوني المحتل بجميع قرارات الشرعية الدولية، واستغل الاتفاقيات التطبيعية لتعزيز نفوذه وهيمنته الاقتصادية في منطقتنا، وتعميق الأزمات الاقتصادية في دولنا وكبح تطلعاتها لبناء اقتصاد وطني حر ومستقل.
لقد أدت جرائم الاحتلال وحروبه المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني في أماكن تواجدها كافة؛ رغم كل محاولاته للتعتيم عليها من خلال ملاحقة الإعلاميين الفلسطينيين وإرهابهم، بل وقتلهم بدم بارد، كما حدث مؤخرا مع مراسلة الجزيرة الشهيدة شيرين ابو عاقلة، إلى تصاعد الغضب الفلسطيني ضد هذا الاحتلال، والرغبة العارمة في مقاومته وإفشال مشاريعه العنصرية ولجم ممارساته الدموية، كما عزز التضامن الأممي من قبل أحرار العالم مع شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، ووسع نطاق الإدانة للنظام العنصري الصهيوني وسياساته الممنهجة لإبادة الشعب الفلسطيني وطرده من أرضه ومنع لاجئيه من العودة الى مدنهم وقراهم المحتلة.
أثبت الشعب الفلسطيني أنه يزداد تمسكا بهويته الوطنية وتتصاعد مقاومته الشعبية بدعم من أحرار العرب والعالم، ويتعمق إيمانه بأن هذا الاحتلال الذي يتناقض وجوده مع حتمية التطور التاريخي لا بد أن يكون مصيره الزوال.
إن شعبنا الأردني وحركته الوطنية الذي وقف على الدوام إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ليؤكد في هذه المناسبة على خطورة المشروع الصهيوني وأهدافه التوسعية على الأردن والوطن العربي بكامله، الأمر الذي يدعو قوى التحرر العربية للوقوف في مواجهة هذا المشروع الاحلالي، على أساس برنامج كفاحي يوحدّ كل الطاقات الشعبية العربية والتصدي لهذا الاستعمار الاستيطاني المدمّر.
المجد والخلود للشهداء الأبرار
الحرية لمعتقلي الحرية
التحية للشعب الفلسطيني الصامد على أرضه ولمقاومته الباسلة
عمان في 14/5/2022
الناطق الرسمي باسم الائتلاف
أمين عام الحزب الشيوعي الأردني فرج اطميزه