بيان صادر عن إئتلاف الأحزاب القومية واليسارية
عقد ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية إجتماعاً ، تدارس خلاله المستجدات السياسية، محلياً وإقليمياً، وكذلك العديد من القضايا ذات الشأن الأردني.
فعلى الصعيد المحلي :
فقد توقفت الأحزاب عند ما أعلن من إتفاقات بين صندوق النقد الدولي والحكومة والتي أسفرت عن الدعوة الى رفع أسعار الكهرباء وزيادة الضرائب. والملفت الإشارة الى عدم دقة الأرقام الحكومية الى مستوى المديونية والعجز، الأمر الذي يثير القلق لدى أوسع الجماهير الشعبية سيما وأن برامج التصحيح الإقتصادي التي تُفرض على البلاد منذ نحو 25 عاماً لم تأتِ بنتائج إيجابية، بل على العكس فقد زادت الأحوال الإقتصادية سوءاً، وما نتج عن هذه البرامج هو مزيد من التبعية ومزيد من المديونية ومزيد من الغلاء.
لذا فإننا نطالب الحكومة الأردنية بالكشف التفصيلي عن هذه التفاهمات.
وأحزابنا القومية واليسارية وهي تستذكر في هذه الأيام تضحيات ونضالات جماهيرنا الأردنية في هبة نيسان 89، والتي فرضت واقعاً على طريق الديمقراطية المنشودة، فإنها تؤكد بأن معطيات ومبررات تلك الهبة ما زالت ماثلة أمامنا، ونحن نستلهم العبر والدروس .
وعلى صعيد آخر توقفت أحزاب الائتلاف عند الوضع المتردي والتراجع المستمر في نظامنا التعليمي سواءً كان المدرسي أو الجامعي، وإن الرأي العام الأردني يشعر بالقلق الشديد على مصير أبنائنا. ورغم العديد من المطالبات الوطنية بإيجاد حلول لذلك الا أن الحكومة لم تصغِ لهذه المطالب، سيما وإن وزارة التربية والتعليم قامت بعقد مؤتمر تربوي في آب الماضي لم يصل الى نتائج ملموسة.
وأكدت أحزاب الإئتلاف ضرورة إشراك كل الوطنيين والخبراء التربويين ومؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة للنضال من أجل عقد مؤتمر وطني يُعنى بإصلاح التعليم، حيث أصبح ملحاً اطلاق نظام تعليمي متطور، ووضع برنامج تربوي يستجيب لمتطلبات التنمية المنشودة، حيث أن الحكومة ما زالت ممعنة في رفضها لأي اصلاح تربوي، وقد أدارت الظهر حتى لنتائج مؤتمر التطوير التربوي الأخير الذي انعقد في آب الماضي.
وعلى الصعيد السياسي المحلي: فقد أكدت أحزاب الائتلاف على ضرورة انتهاج سياسة أردنية خارجية تحفظ الأمن والاستقرار للبلاد، بعيداً عن الإنخراط في التحالفات الإقليمية المبنية على الطائفية والمذهبية.
وإن الأردن مطالب بعدم زج نفسه تحت أية أعذار بهذا التحالف أو ذاك وعدم السماح باستخدام أراضيه ممراً لعناصر مسلحة او صفقات سلاح تصل الى العناصر الارهابية.
وإننا في الوقت الذي نرى ضرورة إستمرار تمسك الأردن بالحل السياسي السلمي للأزمة السورية، نشعر بقلق شديد إزاء الأخبار الصحفية التي تناقلت معلومة صفقة سلاح متطور من الغرب الى التنظيمات الإرهابية، عبر كل من تركيا والاردن.
وفي الوقت الذي ترحب فيه أحزابنا بتحسن العلاقات بين الدول العربية الشقيقة، وعقد المعاهدات والإتفاقات على كل المستويات التي تهدف الى خدمة الشعوب العربية ورفع مستوى معيشتها وتعزيز العمل العربي المشترك، فإننا نؤكد على ضرورة عدم توظيف هذه العلاقات والإتفاقات لخدمة مصالح أجنبية أو تحالفات دولية او اصطناع عداوات وهمية لحرف البوصلة عن العدو الرئيسي المتمثل في الكيان الصهيوني أو فتح أبواب للتطبيع معه تهدف الى تمرير مخططات مشبوهة وتقسيم الأرض العربية على أسس طائفية ومذهبية.
وعبرت أحزاب الائتلاف عن قلقها الشديد لعودة نهج الأحكام العرفية من قبل الأجهزة الأمنية في ملاحقة وتوقيف العديد من الطلبة والناشطين السياسيين، وتضييق الحريات العامة على كل من يحاول التعبير عن رأيه في قضايا وطنه، مثل الهجمة الأخيرة على النشطاء السياسيين الرافضين لنهج التطبيع مع العدو الصهيوني الذي أخذ يتسع في الآونة الأخيرة خاصة في مشاركة أكاديميين ومثقفين!! في مؤتمرات مع العدو الصهيوني او الرافضين للتطبيع في مجال الفن – مثل الاحتفال الذي كان مزمعاً عقده لمطرب اسرائيلي في وادي رم.
يتم هذا من قبل الحكومة في الوقت الذي تتنكر فيه اسرائيل حتى للتفاهمات مع الاردن حول الوصاية على المقدسات، وها هي قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال يدوسون بأقدامهم على صحن المسجد الأقصى وحرماته.
وتوقفت أحزاب الائتلاف عند ظاهرة العلاقة المتوترة والتراشق الإعلامي بين السلطتين التنفيذية والتشريعية والتي كان يجب ان يسود الوئام بينها خدمة لمصالح الشعب، إلا انه يبدو أن مرحلة تقاسم الغنائم وتبادل المنافع بين هاتين السلطتين والتي سادت على مدى ثلاث سنوات ونيف وهي عمر المجلس النيابي الحالي قد انتهت.
وعلى الصعيد الفلسطيني تؤكد أحزابنا من جديد على مركزية القضية الفلسطينية وتندد بأي انحراف بهذا الخصوص، سيما وان النظام الرسمي العربي ومنذ سنوات قد وضع القضية الفلسطينية على رف النسيان، وبات ملحاً إحداث مصالحة وطنية حقيقية بين كل الاطراف الفلسطينية والمطالبة بصيغة تنهي حالة الإنقسام، وعدم توظيف الاختلافات السياسة بإجراءات تعيق النضال الوطني الفلسطيني.
وفي نهاية الإجتماع قررت أحزاب الائتلاف:
– تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وإحياءً لذكرى يوم الأسير الفلسطيني الموافق 17/4 فإن أحزابنا تدعو الى وقفة إحتجاجية الساعة 1:30 ظهر ذلك اليوم أمام مقر الصليب الدولي في عمان، وسيتم تسليم مذكرة تطالب المؤسسات الدولية كافة بالعمل على إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال.
– ومع إقتراب إنتخابات نقابة الأطباء الأردنية يوم 22/4 فإن أحزاب الائتلاف القومية واليسارية، وانطلاقاً من نهجها في دعم المؤسسات الوطنية، وحفاظاً على الوجه الوطني لنقابة الأطباء، وردعاً لكل محاولات حرف هذه النقابة عن مسارها الوطني، يؤكد من جديد دعم ومؤازرة ومناصرة القوى الوطنية والتقدمية في هذه الإنتخابات من خلال القائمة الخضراء التي يترأسها المرشح لمنصب نقيب الأطباء د.أمجد عبيدات.
– وعلى صعيد إنتخابات نقابة المعلمين فإن أحزابنا تؤكد دعمها لقائمة الإصلاح المهني ذات التوجه التقدمي الذي يرأسها المعلم باسل فريحات.
عمان في 12/4/2016
الناطق الرسمي
باسم ائتلاف الاحزاب القومية واليسارية
فرج اطميزه