لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
بيانات وتصريحات الحزب

بيان سياسي في الذكرى 29 لتأسيس حزب الوحدة الشعبية

تشكل ذكرى تأسيس الحزب محطة للتوقف ومراجعة المسيرة النضالية (لحزبنا) الذي يكمل اليوم 28 عاماً حافلة بالأحداث على المستوى الوطني والقومي كان الحزب حاضراً بهويته الفكرية والسياسية من خلال برنامجه ومواقفه ودوره النضالي، ليؤكد انحيازه للفقراء والمسحوقين من أبناء شعبنا ودفاعه عن حقوقهم ومساهمته مع كل الشركاء في الوطن بالنضال من أجل أردن وطني ديمقراطي، وتحقيق الشعب العربي الفلسطيني لأهدافه في التحرير والعودة وإقامة دولة فلسطين الديمقراطية على كل شبر من ثراها ، ويعكس رؤيته بترابط النضال الوطني السياسي والاقتصادي بالتصدي للمشروع الصهيوني الذي يستهدف فلسطين والأردن والأمة العربية.
تأتي ذكرى تأسيس الحزب هذا العام ونحن نشهد على المستوى الوطني مزيداً من تعمق الأزمة العامة بكل أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كرستها الحكومات المتعاقبة وعمقتها الحكومة الحالية، على وجه الخصوص، من خلال التزامها بنهج يكرس سياسات التبعية والإفقار التي أدخلت البلاد في حالة أزمة واستعصاء نعيش نتائجها على المستوى الاقتصادي والمعيشي ببيع وضياع مقدرات الوطن، واتساع ظاهرتي الفقر والبطالة، وفقدان فرص العمل، وفرض المزيد من الضرائب، وتحميل الشرائح الفقيرة والمتوسطة أعباء الأزمة، وارتفاع عجز الموازنة، وتضخم المديونية، والمزيد من التبعية والارتهان للمؤسسات المالية الدولية، وعلى الصعيد السياسي ما زلنا في ذات المربع الذي أدخلتنا فيه الحكومات بإنكار وجود أزمة، وتغييب مشروع الإصلاح الحقيقي الذي يستند الى المبدأ الدستوري (الشعب مصدر السلطات) واستمرار الحكومة الحالية بذات السياسات بتغييب الإرادة الشعبية، وتضليل الرأي العام ومصادرة الحريات العامة، الأمر الذي يتطلب من كل قوى المجتمع صاحبة المصلحة بالإصلاح والتغيير الوطني الديمقراطي توحيد جهودها من على قاعدة برنامج وطني شعاره الرئيسي “كسر التبعية والارتهان” وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تضع البلاد على طريق معالجة الأزمة (من خلال إقرار قانون انتخاب ديمقراطي يعتمد التمثيل النسبي والقوائم الوطنية المغلقة يعيد التوازن للحياة السياسية وينتج نواب وطن) والشروع بعملية اصلاح سياسي واقتصادي يعزز سيادة وعروبة الأردن، ويعتمد على المقدرات الوطنية.
وعلى الصعيد الفلسطيني شهدنا خلال هذا العام استمرار العدوان الصهيوني على الشعب العربي الفلسطيني، بالقتل والاعتقال وهدم البيوت ومصادرة الأرض، واستمرار العدوان على قطاع غزة المحاصر، ورغم سياسة الإجرام والعدوان التي يمارسها الكيان الغاصب ودعم إدارة ترامب الأمريكية المطلق للسياسات الاستيطانية الإستعمارية الصهيونية وممارسة الإدارة الأمريكية لدور الشريك الإستراتيجي للكيان الصهيوني والمضي في تنفيذ متطلبات وبنود صفقة القرن التصفوية ، الا أن الشعب العربي الفلسطيني يقدم صورة مشرقة بصموده ومقاومته وتمسكه بحقوقه الوطنية، مقدماً الشهداء والجرحى والاسرى على درب المقاومة حتى التحرير الكامل .
إن الأخطر في هذا العام هو استمرار اندفاع الإدارة الأمريكية في التحول من داعم وحليف استراتيجي للكيان الصهيوني الى شريك حقيقي لتصفية القضية من خلال ما سمي بصفقة القرن، وفرض وقائع جديدة على الأرض من خلال الأعتراف بالقدس عاصمة للكيان، ونقل السفارة الأمريكية الى القدس، وضم الجولان العربي السوري المحتل، واستهداف وكالة “الأنروا” لشطب حق العودة للاجئين الفلسطينين الى ديارهم وممتلكاتهم، والقرار الأخير للإدارة الأمريكية باعتبار المستوطنات الصهيونية شرعية ولا تخالف القانون الدولي، وتوجه الكيان الصهيوني لضم منطقة الأغوار، كل هذا يجري في ظل استمرار حالة الانقسام الفلسطيني وتراجع الاهتمام العربي والعالمي، وانشغال الواقع العربي بذاته، الأمر الذي يتطلب انهاء حالة الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، واستعادة الوحدة الوطنية من على قاعدة البرنامج الوطني المقاوم، والقطع مع مرحلة اوسلو بإلغاء الاتفاقية، والغاء الاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني على أي جزء من أرض فلسطين التاريخية، ليكون اكثر قدرة وتماسكاً في مواجهة التحديات والمخاطر التي تحيق بقضيته الوطنية، وتشكيل حاضنة شعبية عربية مقاومة لمواجهة صفقة القرن ودعم نضال الشعب الفلسطيني.
في هذه الذكرى نؤكد على الاستمرار بالنضال من أجل أردن وطني ديمقراطي، ودعم نضال شعبنا العربي الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية الثابتة، ونؤكد على خيار المقاومة العربية لمواجهة كل المخاطر والتحديات التي تواجه الأمة العربية وقضيتها المركزية فلسطين، والتأكيد على رفضنا لكل المعاهدات والاتفاقيات التي تم توقيعها مع الكيان الصهيوني في وادي عربة، اوسلو، وكامب ديفيد ومجابهة كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.
في هذا اليوم نستذكر شهداء الأردن وفلسطين والأمة العربية ونستذكر رفاق أعزاء غادورنا ونجدد العهد والوفاء للمبادئ التي ناضلنا سوياً من أجلها.

عمان في 20/11/2019
حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى