بيان سياسي في الذكرى 103 لوعد بلفور
لا خيار سوى المواجهة المفتوحة مع المشروع الصهيوني الأمريكي وحلفائه
تحل اليوم الذكرى 103 لوعد بلفور المشؤوم، هذا الوعد الذي تأسس عليه، تدمير البنية المادية والاجتماعية للشعب العربي الفلسطيني، وسرقة أرضه ومنحها للحركة الصهيونية، وشكل جريمة بحق الإنسانية باقتلاع شعب من أرضه وتوطين قطعان المستوطنين الذين تم جمعهم من بقاع الأرض، وارتكاب أبشع أنواع الجرائم بحق الشعب العربي الفلسطيني والتي ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا.
ورغم النتائج الكارثية التي ترتبت على هذا الوعد بحق الشعب العربي الفلسطيني الا أنه لم يسلم بهذا الواقع الذي تم فرضه عليه رغم التشرد والمجازر ومصادرة وتهويد الأرض، ومحاولات تبديد هويته العربية الفلسطينية وحقوقه الوطنية الثابتة، وفرض الهزيمة والاستسلام عليه، ونفي روايته التاريخية للصراع مع المشروع الصهيوني الاحلالي العنصري، وقدم الشعب الفلسطيني عشرات الاف الشهداء والجرحى في عملية المواجهة المستمرة والصراع المفتوح مع الكيان الصهيوني والتحالف الامبريالي الداعم له.
تأتي الذكرى المشؤومة هذا العام في ظل تحديات جسيمة تواجه الشعب الفلسطيني والوطن العربي من محيطه الى خليجه تتمثل بالخطة الأمريكية “صفقة القرن” والتي تستهدف تصفية قضيته وإحكام الهيمنة على مقدرات الوطن العربي، كما نشهد حالة التداعي والانهيار التي يعاني منها النظام الرسمي العربي والذي وصل الى حدّ سقوط بعض الانظمة العربية ( الامارات والبحرين والسودان) في مستنقع التطبيع مع الكيان الصهيوني وتوقيع اتفاقيات معه، والتنكر للقضية الوطنية الفلسطينية والحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني.
إن مواجهة هذه المخاطر يتمثل أولا بإنهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية، وانهاء حالة التفرد والاقصاء، واعادة الاعتبار للبرنامج الوطني المقاوم، والغاء كل الاتفاقيات والمعاهدات التي تم توقيعها مع العدوّ الصهيوني وسحب الاعتراف به وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكافة أشكال المقاومة التي هي حق مشروع للشعوب التي تناضل في سبيل استقلالها والتخلص من الاحتلال.
إن بريطانيا الاستعمارية تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية والتاريخية عن هذه الجريمة ولا يغفر لها الا اعتذارها عن هذا الوعد للشعب العربي الفلسطيني والاعتراف بحقه التاريخي على أرضه، وهذا لن يحصل الا بتضافر كل الجهود، واستخلاص الدروس والعبر التي أبرزتها التجربة التاريخية، والاستفادة منها، والمسؤولية الملقاة على عاتق الحركة الوطنية الفلسطينية وحركة التحرر العربية في ترابطهما الوثيق معًا، ومع كل الحركات والمنظمات والمؤسسات الأممية التي تنحاز لقضايا التحرر من الاستعمار، وتقف إلى جانب نضال الشعوب المضطهدة وحقها في تقرير مصيرها بنفسها، انطلاقًا من قومية وأممية الصراع في مواجهة كل أشكال الاستعمار والتحالف الامبريالي الصهيوني.
عمان في 2/11/2020
د.سعيد ذياب الناطق الرسمي باسم ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية