بيانات وتصريحات الحزب

بيان سياسي في الذكرى السابعة والخمسين لمعركة الكرامة

في الذكرى السابعة والخمسين لمعركة الكرامة، نستذكر الشهداء الأبطال، ونحيي يوماً مشهوداً في تاريخ أمتنا، وتاريخ الأردن، وتاريخ المقاومة العربية، في مواجهة جيش الإحتلال والمشروع الصهيوني، تجسدت فيه وحدة الدم والقرار والمصير الأردني الفلسطيني، وإلتحم فيه جيشنا العربي مع قوات المقاومة الفلسطينية لرد وردع عدوان إسرائيليي كان يستهدف ليس فقط القضاء على المقاومة الفلسطينية الناشئة بعد هزيمة حزيران، بل كان يستهدف أيضاً توسعاً واحتلالاً للمرتفعات الشرقية لغور الأردن كجزءٍ من مخطط الاستيطان الصهيوني وبناء دولة “إسرائيل” الكبرى.

لقد أثبتت معركة الكرامة الماجدة بأن إرادة القتال والمقاومة، ووحدة الموقف الميداني بين “الجيش العربي” و”الفدائيين الفلسطينيين” كفيلة بهزيمة هذا العدو، الذي اضطر لطلب وقف اطلاق النار بعد ساعات معدودة من عدوانه، والذي لم تتم الاستجابة له، وكان الرد العربي الأردني الفلسطيني باستمرار المعركة، ومواصلة دك قواته المدرعة وقوات مشاته، ما أجبره على الانسحاب غير المنظم مهزوماً مدحورا.

كان من أبرز نتائج هذه المعركة تحقيقَ أولَ انتصارٍ عسكري ومعنوي عربي على العدو الصهيوني بعد هزيمة حزيران، ما أعاد الثقة بقدرات أمتنا على امكانية الانتصار على هذا الاحتلال، وأعطى دفعة كبرى للمقاومة الفلسطينية نهجا وطريقاً انخرطت فيه قطاعات واسعة من جماهيرنا الأردنية والفلسطينية خصوصاً، والعربية عموماً، على طريق تحرير فلسطين وحماية الأردن من الاحتلال.

نحيي هذه الذكرى في ظل مرحلة جديدة من مراحل الصراع مع المشروع الصهيوني، تحمل جملة من المخاطر لا تتهدد فلسطين وحدها، ولا تقتصر على وضع مخطط تهجير الشعب الفلسطيني من الضفة وغزة حيز التنفيذ فحسب، بل تمتد ليشمل التوسع الاحتلالي مزيدا من الجغرافيا العربية في سوريا ولبنان والأردن، ويتحول إلى خطرا داهما ، وتهديدا حقيقي، يتطلب تحولاً جذرياً في وسائل مواجهته ومقاومته والتصدي له.

ويترافق كل ذلك مع التوافق والتناغم والشراكة الأمريكية الصهيونية باستخدام القوة التدميرية الغاشمة للقضاء على جبهة المقاومة العربية-الإسلامية ومحورها، لإحداث تغييرات خطيرة كبرى تتيح المجال أمام تفكيك منطقتنا العربية، وتقسيم دولها، وبناء “شرق أوسط” أمريكي صهيوني، وتصفية القضية الفلسطينة، وبسط الهيمنة المطلقة، الأمريكية الصهيونية، على أرضنا وشعوبنا ومقدراتنا، وسلب سيادتنا.
إن ما لا يدركه الحلف الأمريكي الصهيوني ومن يقف معه من قوى الاستعمار والهيمنة الرأسمالية المتوحشة، أن صحوة الشعوب الحرة في كل بقاع الأرض ط، وإرادة شعوبنا، وتعزيز روح المقاومة لديها، ونموذجها الحي ماثل في ما قدمته مقاومة الشعب الفلسطيني الأسطورية في غزة والضفة، وما قدمته المقاومتان اللبنانية واليمنية في مواجهة الجبروت الاستعماري العنصري كفيلة بإفشال مشروعه ودحره.
عمان ؛ في 21 آذار 2025.

النصر للشعوب المناضلة

اظهر المزيد

نداء الوطن

محرر موقع حزب الوحدة الشعبية… المزيد »
زر الذهاب إلى الأعلى