بيان سياسي صادر عن اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية

أوقفواا القتلة في سوريا
امتداداً للمذابح والجرائم المروعة التي اقترفها العدو الصهيوني الهمجي بحق شعبنا العربي الفلسطيني في غزة وعموم الوطن الفلسطيني المحتل، وعلى غرار المجازر التي اقترفها الاحتلال الأمريكي في العراق، نفذت الجماعات التكفيرية الإجرامية في سوريا مذابح مروعة مماثلة بحق الفلاحين الفقراء والمدنيين عموما في الساحل السوري وأريافه، وهي الجماعات التي لم تطلق رصاصة واحدة باتجاه العدو الذي باتت دباباته على مشارف دمشق.
وقد وفر النظام الرسمي العربي وجامعته، وخصوصا عواصم معروفة سبق وأن ساهمت وغذت هذه الجماعات التكفيرية في سوريا، ومعه الطورانية الجديدة في تركيا والإمبرياليين ومنابرهم الإعلامية، الدولية والنفطية، الغطاء المخزي لهذه الجرائم، بعد أن مكنّوا الجماعات التكفيرية من الاستيلاء على السلطة وأضفوا شرعيتهم عليها، وراحوا يبررون جرائمها باسم الأمن وملاحقة الخارجين عن القانون (مجرمون يتحدثون عن القانون).
إننا ونحن نستنكر وندين جرائم قاطعي الرؤوس والمتواطئين معهم والصامتين عن فظائعهم، نحذر من خلفية الخطاب الطائفي الذي يقف خلفها، فكل خطاب طائفي تقسيمي بحد ذاته ومحمل باستعدادات عالية للكراهية المسلحة، ناهيك بجذوره السياسية في دوائر الاستشراق الاستعماري، وبتكامله مع حاجات العدو لشرق أوسط طائفي متناحر.
كما نحذر من أن التداعيات الخطيرة للخطاب المذكور لن تقتصر على سوريا، كما لم تقتصر قبلها على العراق بعد احتلاله، وستجرف معها المنطقة برمتها، تحت عناوين طائفية أو جهوية، وتغرقها في بحار من الدم والحروب والحرائق التي لن ينجو منها أحد، فإذا كان خطاب الكراهية الدموي خطرا بحد ذاته، فكيف إذا تم تمكينه بدعم إمبريالي ورجعي وتسليمه السلطة في منطقة مثل منطقتنا يجري تحضيرها لطبعة جديدة من سايكس بيكو والابراهيمية السياسية المتصهينة.
في ضوء ما سبق وبالإضافة لأهمية وضرورة تحصين بلدنا ضد الوباء الطائفي وتجريمه، والتأكيد على حق شعبنا في الحرية والعدالة والكرامة، لا يجوز التساهل إزاء ما تشهده سوريا على يد العصابات التكفيرية، وبالتوازي ما تشهده الضفة الغربية أيضا على يد العصابات الصهيونية، وفي سياق مشاريع ترانسفير متشابهة، وهو ما يستدعي أولا التأكيد على حق الشعب العربي الفلسطيني في الدفاع عن أرضه ومقاومته بلا ابتزازات أو إملاءات أو وصايات، والتأكيد ثانيا على حق الشعب العربي السوري في التعبير عن نفسه والتضامن معه ودعمه، عبر هيئة انتقالية مدنية ديموقراطية لا مكان فيها للتكفير والقتل على الهوية، ولا للتطبيع مع العدو الصهيوني والصمت عن توسعه في الأراضي السورية، ولا للتفريط بأي شبر من أرضه وما يقال عن تقاسم طوراني – صهيوني لسوريا بغطاء أمريكي.
عمان في 10/3/2025
اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية الأردنية