بيان سياسي صادر عن ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية في ذكرى مرور 101 عاماً على وعد بلفور
إن الوعد الذي قدمه وزير خارجية بريطانيا بإقامة وطن لليهود في فلسطين عام 1917 لم يكن أولى الكوارث التي حلت على فلسطين والأمة العربية، بل سبقه وأسس له اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 والتي استهدفت تمزيق الوطن العربي إلى دويلات وهو ما تحقق على أرض الواقع.
هذا الوعد الذي قدمه وزير خارجية بريطانيا كان يستهدف زرع كيان مصطنع في قلب الأمة العربية لقطع الطريق على تطورها الطبيعي، ومنعها من إقامة مشروعها النهضوي، وؤد آية محاولات لبناء مجتمع عربي موحد.
إن هذا الوعد شكل جريمة بحق الإنسانية باقتلاع شعب من أرضه وتوطين قطعان المستوطنين الذين تم جمعهم من بقاع الأرض المختلفة، وارتكاب ابشع أنواع الجرائم بحق الشعب العربي الفلسطيني والتي ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا.
تأتي الذكرى 101 على وعد بلفور الذي منح فيه “من لا يملك لمن لا يستحق” في ظل ظروف غاية في الصعوبة والخطورة التي تواجه الشعب العربي الفلسطيني والأمة العربية وتتمثل في اشتداد الهجمة الصهيونية الأمريكية بهدف تصفية الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني.
ويتبدى موقف الولايات المتحدة العدواني اتجاه الحقوق الوطنية للشعب العربي الفلسطيني بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارته للقدس، ومحاولة شطب حق العودة الذي يشكل جوهر الصراع مع المشروع الصهيوني باستهداف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأنروا”، ليؤكد مجدداً طبيعة التحالف بين المركز الامبريالي والعدو الصهيوني بما يدحض كل الأوهام المتعلقة بالسلام المزعوم مع المجرمين والقتلة الصهاينة، ويفضح عبثية المفاوضات التي تتحكم بمرجعيتها الولايات المتحدة.
إن تسويق التطبيع الرسمي العربي الذي يجري الآن في دول الخليج يشكل استجابة للسياسة الأمريكية العدوانية اتجاه الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، ويشكل اختراقا جديداً في الجسد العربي ليزيد من حجم الانهيار الذي يعاني منه النظام الرسمي العربي وتحالفه مع الإدارة الأمريكية لخدمة مشروعها العدواني.
إن مواجهة هذه المخاطر يتمثل أولا بإنهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية، وانهاء حالة التفرد والاقصاء، واعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية وبرنامجها الوطني والغاء كل الاتفاقيات والمعاهدات التي تم توقيعها معه وسحب الاعتراف به وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكافة أشكال المقاومة التي هي حق مشروع للشعوب التي تناضل في سبيل استقلالها والتخلص من الاحتلال.
عمان في 1/11/2018
د.سعيد ذياب
الناطق الرسمي باسم ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية