بلال “الشيعي”
حدثني صديقي عن ابنة عمه التي طلب يدها زميلها الذي يحمل الجنسية اللبنانية ويعمل معها في أحد البنوك. وسرد لي صديقي كيف تعامل والدها مع فكرة خطوبة ابنته لشاب لبناني “شيعي”. فقد قام والد الفتاة الذي يحمل درجة الأستاذية في الكيمياء ويحاضر في إحدى أهم الجامعات الأردنية، بالتوجه إلى دار الإفتاء للاستفسار حول جواز تزويج ابنته لشخص شيعي.
المفتي الذي صُدم من استفسار “الأستاذ الجامعي”، لم يكتفي بالتأكيد على أن الشيعة طائفة إسلامية ولا يجوز تكفيرها، بل قام بتوبيخ والد الفتاة مستنكراً على رجل وصل إلى هذا المستوى من المراتب العلمية أن يستفسر عن قضية كهذه.
تذكرت هذه الحادثة وأنا أقرأ خبراً على أحد أهم المواقع الإلكترونية في الأردن، يستنكر على أمانة عمان قيامها بتسمية أحد شوارعها على اسم ابن السكيت العالم النحوي وأحد أئمة اللغة العربية في العصر العباسي، وسر استنكار هذا الموقع لقيام الأمانة بتسمية الشارع على اسم ابن السكيت، هو اكتشاف محرر الموقع بأن هذا العالِم الإسلامي كان يعتنق المذهب الشيعي!! لاحقاً، قام الموقع بحذف الخبر نتيجة كمّ الاعتراضات الكبيرة على نشره.
يبدو أن الأستاذ الجامعي والموقع الإلكتروني تأثرا بحجم الضخ الإعلامي غير المسبوق الذي تقوم به السواد الأعظم من وسائل الإعلام العربية والتي تسيطر عليها دول نفطية خليجية سواء من خلال المُلْكية المباشرة لها، أو عن طريق الإعلانات التي تنشرها في هذه الوسائل الإعلامية. هذه الوسائل الإعلامية التي تذكرت “فجأة” وبعد انتصار حزب الله على “إسرائيل” عام 2006 بأن هذا الحزب “شيعي”، وفجأة أيضاً أصبح الشيعة أعداء الأمة الإسلامية وبات همّ هذه الوسائل الإعلامية البحث و”النبش” في التاريخ عن أي رواية هنا أو هناك، تساهم في إثارة النعرات الطائفية والمذهبية.
على شبكة التواصل الاجتماعي ظهرت شخصية “فيسبوكية وهمية وطريفة اسمها “بلال” وهي النسخة العربية من شخصية “بيل” الإنجليزية. صاحب ظهور هذه الشخصية مئاف آلاف الرسومات والتعليقات الطريفة، ولكن أجملها على الإطلاق –من وجهة نظري- كان تعليق أحد الأصدقاء: “بالكم بلال شيعي؟!”