مقالات

باسل غطاس.. عربي في الكنيست الصهيوني..

كنت دائماً ولا أزال أعتبر العربي الذي يدخل إلى الكنيست، شخصاً متنازلاً عن حقوق شعبنا، لأنني أؤمن إيماناً مطلقاً بعدم إمكانية الاعتراف بـ”إسرائيل” .. والدفاع عن حق العودة .. عند دخول أي إنسان في أجهزتها.. وأولها الكنيست وليس آخرها.. لأن دخول الكنيست هو قبول فكرة وجود إسرائيل، وقبول هذه الفكرة يعني أن يترتب عليها التزامات وواجبات تجاه المجتمع الذي يمثله هذا الكنيست .. خصوصا بعد التجربة مع عزمي بشارة وموقفه الذي يقول فيه أن الفلسطينيين أمة واليهود أمة، وبعد ذهابه إلى القاهرة لتقديم استقالته للسفير الصهيوني هناك.. وموقفه الخياني من سورية.. وتزويره للإعلام في قناة الجزيرة ..


وكذلك بعد عدة تجارب مع آخرين اقتصرت مواقفهم ومواقفهن على الكلام ..
باسل غطاس اختلف عن الآخرين وجعلني أناصر أول عربي في الكنيست ..
لا أناصر الوجود في الكنيست، لكن أناصر الرجل فقط ..
لأن الرجل لم يدخل للكلام فقط.. الرجل دخل إلى الكنيست ليقدم شيئا ماديا للقضية!!
دخل ليدعم الأسرى.. واعتقله العدو قبل نزع الحصانة منه.. وقدمه للمحاكمة.. وحبسه في بيته.. ولا يزال يهدده.. والرجل يعرف ويواصل الصمود والمعركة..
الرجل هرّب هواتف نقالة للأسرى .. ليتصلوا بالعالم الخارجي .. برفاقهم وذويهم .. هو ليس كعزمي بشارة .. يؤمن باليهود أكثر من إيمانه بنفسه!!
ليس سهلاً ولا مقبولاً توجيه التهم بدون قناعة كاملة!! وبدون فهم للإنسان الذي نتهم ..
لو اتهمنا كل إنسان .. لن يكون هناك مقاومون في الداخل ..
أنت يا باسل غطاس .. فعلت شيئاً .. ولهذا أحترمك وأحييك ..
واصِل التحدي .. اكشفهم لمن يأمل فيهم أن يكونوا بشرا عاديين .. واصِل تعرية ديموقراطيتهم الزائفة..
ربما تصبح أسيراً لديهم .. وتتبع آلاف الأسرى .. ولا تجد حتى من يُهرّب هاتفاً نقالاً إليك .. لكنها: تلك هي قضيتنا ..
كن عنواناً من عناوين أهلنا الذين يرون في أمثالك حياة الصمود التي علمتنا إياها القضية وأبطالها.. كن برهانا على همجية أعدائنا.. المبنية على تلمود القتل والإبادة ومسح حقوق الإنسان بأمر إلهي كما يعتقدون، لكل من هو غير يهودي .. حين يستطيعون وحيث يستطيعون ….

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى