مقالات

انتفاضة القدس وانعكاسها عبر مواقع التواصل الاجتماعي/ بقلم: *حاتم الشولي

أصبحت منصات الإعلام المجتمعي هي الوسيلة الأسرع والأفضل لنقل الصورة الحقيقية لما يحدث في فلسطين وتحديداً في الأيام الاخيرة التي اندلعت فيها انتفاضة القدس، فعمليات الطعن الاستشهادية كانت تنتشر بعد وقوعها بلحظات، هذا ما جعل وسائل الإعلام المجتمعي تستحوذ على حصة الإعلام المرئي والمسموع والإلكتروني في نقل الخبر.

تغريدات بالملايين

شهدت شبكة التواصل الاجتماعي للتدوين “تويتر” ملايين التغريدات التي نقلت انتفاضة القدس من فلسطين إلى كل العالم، العديد من الهاشتاجات التي أطلقت للتغريد عليها مثل #فلسطين_تقاوم #فلسطين_تنتفض #انتفاضة_القدس، والعديد من الهاشتاجات الأخرى كانت تجد رواجاً كبيراً وعدد تغريدات كبير من المستخدمين، حيث فاق عدد التغريدات أكثر من مليون تغريدة في بضعة أيام، وأغلب هذه التغريدات كانت إما نصوص تنقل الأخبار، وإما صور تبيّن ما يحدث في فلسطين، وبعضها كان يحتوي على فيديوهات تفضح جرائم الاحتلال تحديداً في مدينة القدس، حيث كان بعض الناشطين ينقلون الصورة الحقيقية مباشرة من القدس ويقومون بتحميل الفيديوهات على تويتر لتصل خلال دقائق إلى العديد من المغردين.

الفيسبوك بلون العلم الفلسطيني

موقع التواصل الشهير “فيسبوك” كان الأكثر تفاعلاً في أحداث انتفاضة القدس، منفذو العمليات وصورهم كانت الأكثر رواجاً، وآخر ما كتبوه عبر حساباتهم الشخصية كان حديث العالم، فصورهم لم تكن فقط بين الفلسطينيين بل كانت أيضاً في الداخل المحتل حيث نشر العديد من الاسرائيليين صور الشهداء معلقين عليها أنهم شباب لم يعودوا يخافون من شيء وأنهم أصبحوا بشكل علني ينشرون رغبتهم في الاستشهاد ولاحقاً تتحول الرغبة إلى عملية حقيقية، أما فيديوهات عمليات طعن جنود الاحتلال فكانت منتشرة بشكل كبير وأيضاً هناك شيء ملفت في “الفيسبوك” هي صور الحسابات الشخصية للمستخدمين حيث تحولت صور الملايين إلى صورة العلم الفلسطيني ليتغير لون “الفيسبوك” من الأزرق والأبيض إلى الأسود والأحمر والأخضر أيضاً.

“انستغرام” يتحول من الشخصي إلى الوطني

منذا انطلاق تطبيق الصور الشهير “انستغرام” في فضاء الإعلام الاجتماعي كان دوماً يتسم بالجانب الشخصي وأحياناً بالصورة المؤسساتية أو التجارية، حيث يغلب على مضمونه صور الأشخاص والمؤسسات وبعض صيحات الموضة هنا أو هناك، انتفاضة القدس غيّرت في مضمون هذا التطبيق فأصبحت تجد صور الشهداء والهاشتاجات الفلسطينية في كل مكان، وإلى أبعد من ذلك حيث أصبحت الهاشتاجات التي تتحدث عن القضية الفلسطينية تنتشر في أكثر من لغة كان أشهرها الإنجليزية لتصل إلى العالم واللغة العبرية ليتم إيصال الفكرة دوماً إلى الكيان الصهيوني.

يوتيوب يعرض لك الانتفاضة

مجرد دخولك على اليوتيوب من أي بلد عربي، ستجد اليوتيوب يقترح عليك الفيديوهات الأكثر مشاهدة والتي تحتل القضية الفلسطينية رأس قائمة هذه الفيديوهات، فيديو إعدام الشاب فادي علون الأكثر انتشاراً وصور المواجهات أصبحت تحمل على اليوتيوب ساعة بساعة، أغلب محطات الأخبار العالمية أصبحت تجد أن اليوتيوب هو مصدرها الأكثر مصداقية لتنقل الصورة إلى العالم، فيقوم العديد من النشطاء الفلسطينيين بتصوير جرائم الاحتلال ونشرها على موقع اليوتيوب لتحصد ملايين المشاهدات في أيام.

منصات الإعلام المجتمعي مؤخراً أصبحت شكلاً من أشكال المقاومة، ومنصة مهمة جداً لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، فالفيديو على هذه المنصات ليس بحاجة إلى ترجمة أو تعديلات، المشهد الفلسطيني اليوم يتحدث عن نفسه بنفسه.

*صحفي، أخضائي في الإعلام الإلكتروني

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى