انتخابات رابطة الكتّاب
لا شيءَ سوى العبث واللاجدوى..
حين يتخلّى المثقف عن دوره لأجلِ منصبٍ هنا أو مكسبٍ هناك؛ يصبح رقماً، وحين تندمج الجموع في سياسةِ التخلّي تصبحُ قطيعاً؛ قطيعٌ له قائدهُ وحارسهُ ومن يُطعِمه ومن يسقيه.
قبل مشاركتي في انتخابات رابطة الكتّاب الاردنيين، تحدّثتُ وجلستُ مع الكثيرين وكانت حالة الاحباط والاستياء من المثقفين الاردنيين تجاه الفعل الثقافي عامة وتجاه الرابطة والسلبية في فعلها ومواقفها هي السمة الأبرز خلال النقاشات، وحين اقترب موعد الانتخابات انفضّ الجميع وتمترس كلٌّ خلف تيّاره الانتخابي وتحوّلت السلبيّة في الفعل الثقافي الى ايجابية في الفعل الانتخابي، وتم صياغة التحالفات والتفاهمات والعزائم والموائد. انتهت الانتخابات؛ وعدنا الى حيث بدأنا: حالة من التّيه والاحباط تزيّنها مباركات بالانتصار في المعركة الانتخابية التي ربحها تيّار على آخر.
هل ربحها؟
أهذه هي المعركة؟
هل تخلِّي المثقّف العضوي والمشتبك عن دوره لاشتباكه بقضايا باهتة ردّة فعلٍ لحالة التردّي والخيبة والخذلان والهزيمة التي نعيشها؟ أم أنّه الفعل الذي أوصلنا لهذه الحالة؟
ليس هناك معنىً غائباً عن المعنى، مادام الغياب ذاته هو الحاضر، غيابٌ في الفعل الثقافي، غيابٌ في الموقف، غيابٌ حتى في الحضور..هذا الفعل الذي بحث عنه كل الحاضرين الذين انتخبوا:الغياب.