مقالات

اليمن بين فكي الفوضى والتقسيم

يبدوا ان الحرب على اليمن لا افق لها وان نهاياتها ليست بالقريبة ، وخاصة ان السعودية والامارات اصبح الصراع بينهما تنافسي على مصالحهما الاستراتيجية ، اضافة الى كافة اطراف التدخل في الازمة اليمنية .
فالسعودية تسعى الى تأمين حدودها الجنوبية والحصول على منفذ بحري على البحار المفتوحة بعيدا عن تهديدات ايران بإغلاق مضيق هرمز ، وتسعى لبناء ميناء نفطي على البحر العربي لضمان تصدير نفطها بعيدا عن تهديدات ايران ، وهدفها ان تكون مهيمنة على اي سلطة قادمة في اليمن لمنع اي نفوذ ايراني في خاصرتها .
ودولة الامارات هدفها السعي للسيطرة على الموانيء اليمنية وخاصة ميناء عدن وذلك لضمان عدم تأثر ميناء جبل علي وايجاد بدائل متاحة ، في حال ان الصين قامت بإعادة تفعيل خط الحرير وتنشيط موانيء تؤثر على موانيء الامارات .
وتسعى الامارات الى ايجاد وبناء قواعد عسكرية على الضفة الشرقية للبحر الاحمر .
والجمهورية الايرانية تسعى الى ايجاد سلطة لحلفائها في الشمال اليمني وبالقرب من الحدود السعودية ، وتكمل تهديدها بإغلاق مضيق هرمز وصولا الى مضيق باب المندب وتكون قريبة منه.
اما الدول الاخرى فبريطانيا رغم ظاهرها بضرورة وحدة اليمن الا انها تسعى لدعم انفصال الجنوب .
وامريكا التي تدعم السعودية بشكل اساسي وتحت حجة مكافحة الارهاب ، فإن الادارة الامريكية بحاجة الى سد الثغرات في الاقتصاد الامريكي وذلك بإستنزاف اموال الخليج ونفطه ، الى جانب محاولات الضغط على ايران في اليمن والمنطقة ، وهذا التدخل الدولي من امريكا وبريطانيا يعقد المشهد اليمنى وذلك بدفع دول كالصين وروسيا للتدخل .
وعليه فإن اليمن قد يكون امام ثلاثة محاور او سيناريوهات وهي : التقسيم ، الفوضى ، الحسم العسكري .
ولا مجال في هذه المقالة للخوض فيهم .
ولا نستطيع ان نغفل بالطبع الجانب الاخلاقي والانساني في الازمة اليمنية من حيث تهشيم بنية المجتمع وحجم الدمار والخراب وتفشي الاوبئة والامراض وتجويع الشعب اليمني وتردي الاقتصاد اليمني بفعل هذه الحرب القذرة على اليمن ، حيث ان التدخل في اليمن قائم على مصالح القوى المتصارعة في الازمة اليمنية ، وان ما يرددونه من مزاعم عقيدية ليست سوى غطاء يُقنن به التدخل السافر .
فاليمن اصبح قريبا من مشهد الأزمة السورية في تعقيداته ، ويدفع الشعب اليمني الثمن من دماء ابنائه وتدمير بلده ونهب خيراته .

بواسطة
نداء الوطن - محمود عساف
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى