لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
آخر الأخبارآراء ومقالاتمقالات

الوعي إلى أين ؟؟

عندما شاهدت فيديو ( شهم ) وفيديو ( فهد ) لا أخفيكم أنني شعرت بالصدمة،لأن الأمور وصلت إلى هذا الحد من التعبئة والتحريض ضد مكونات المجتمع دون أي اعتبار لانعكاس هذة التعبئة على الأجيال فى المستقبل القريب والمتوسط .

الفيديو لمن لم يشاهده يتحدث عن طفل يشكوا من دور المعلم فى تخريب طموحاته وحرمانه من الانتظام فى مدرسته،فموضوع نقابة المعلمين مهما كانت ابعاده فهو مطلبى اولا وسياسى ثانيا، والصراع يجب أن يبقى فى حدود مشروعية وعدالة المطالب من عدمها وصوابية توقيتها، وأن لا تصل الأمور الى حد تشويه صورة المعلم والنقابه كمؤسسة .

الحديث عن المعلم بصورة المتصادم مع رجل الأمن والذي لا يهتم بالعمليه التربويه، هذة الصورة ستقود حتماً إلى تنامي حالات (تنمّر الطلاب ضد المعلمين ) باعتبارهم أُناس غير منضبطين وستؤدي حتماً إلى إفشال العملية التربوية،وفي  المستقبل عند تفاقم الظاهرة سنعود للبحث عن أسباب هذه الظاهرة، ولكن لن يمتلك الباحثون الجرأة على توجيه الاتهام لمن صمم وابتدع تلك الصورة .

هذا ليس من قبيل المبالغة، تعالوا نتذكر ظاهرة شبيهة فى القرن الماضي فى عقوده الأربعة الأخيرة وفى ظل الأحكام العرفية كان يُطلب من الذين ينتمون إلى الأحزاب ويتم القبض عليهم بأن يقوموا بإدانة العمل الحزبي واعتبارة عملا هداماً، الأن نناقش عزوف الشّباب عن المشاركة في الأحزاب ويحاول البعض القفز عن هذا العامل ووضع اللوم على جهات أخرى.

أنا أتفهم أن يكون هنالك صراع ولكن لا يمكن أن أتفهم تشويه صورة المعلم لصالح قرار لحظي وذو طابع أمني ومحدود.

فى ثمانينات القرن الماضى حدث إضراب فى بريطانيا لعمال المناجم وجرى صداماً عنيفاً بين تاتشر والعمال ونجحت فى ضرب وقمع العمال والنقابة وأسست لمفهوم الليبراليه الجديده ولكنها لم تشوه صورة العامل لأن انعكاساته كبيرة على المجتمع ونسيجه وترابطه .

ترى هل يدرك القائمين على الأمور حجم مخاطر سياساتهم على المجتمع حاضراً ومستقبلا ؟ وهل يدركون حجم الانعكاسات الخطيرة لاعتمادهم الرؤية الأمنية وتغييب الرؤية السياسية التي من شأنها فتح آفاق أوسع نحو حلول تحمي الوطن والمواطن؟؟!!

بواسطة
د.سعيد ذيابحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى