“الوحدة الشعبية” والحملات الوطنية: تعزيز دور الحزب على الصعيد الوطني والانخراط بالعمل الجماهيري
نتحدث في هذا الملف عن دور الحزب في الحملات الوطنية التي انطلقت هذا العام وتناولت ملفات وطنية هامة وعلى رأسها حملة “غاز العدو احتلال” وحملة “مئوية وعد بلفور”.
ويتحدث لنا الرفيق عماد المالحي عضو المكتب السياسي للحزب وعضو لجنة المتابعة لحملة مئوية وعد بلفور عن هذه الحملة وأهدافها وعن الدور الذي يساهم به الحزب لإنجاحها.
كما نستضيف الرفيق خليل عليان عضو المكتب السياسي للحزب ومسؤول دائرة العمل الشبابي والطلابي للتطرق إلى دور شبيبة الحزب في حملة غاز العدو احتلال والأفكار وآليات العمل المبتكرة والإبداعية التي قام بها طلبة وشبيبة الحزب في الجامعات والمحافظات والمخيمات، لنشر فكرة الحملة ومواجهة اتفاقية الغاز بين الكيان الصهيوني والحكومة الأردنية.
“غاز العدو احتلال”والحضور المميز لشبيبة الحزب
*خليل عليان
تشكلت الحملة الوطنية لاسقاط اتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني، على خلفية المفاوضات التي كانت تجريها الحكومة الأردنية ممثلة بشركة الكهرباء الوطنية مع الكيان الصهيوني لشراء الغاز “الإسرائيلي”، والتي خلصت إلى توقيع الاتفاقية قبل أشهر قليلة والتي تم بموجبها الاتفاق على أن تستورد شركة الكهرباء الوطنية الغاز من الكيان الصهيوني لمدة عشر سنوات.
لقد شكّل العنصر الشبابي ركناً أساسياً في بنية وتركيبة هذه الحملة، ودوراً وحضوراً فاعلاً في فعالياتها وأنشطتها على الدوام بشكل عام.
وكان لرفاقنا في شبيبة الحزب بصمات واضحة فيها. فقد رسموا أجمل لوحة، وطبعوا نقطة مضيئة، وعلامة بارزة: عضويةً وتمثيلاً، مشاركة وتفاعلاً، دوراً وحضوراً دوماً بشكل خاص.
وشكلوا محطة تواصل وتفاعل واستقطاب للقوى الشبابية الأخرى.
ويشكل رفاقنا شبيبة الحزب حلقة أساسية في بنية هذه الحملة بالآتي:
# تمثيل الشباب في هيئتها ولجانها، من خلال شبيبة الحزب وتجمع القوى الطلابية والشبابية لدعم المقاومة ومجابهة التطبيع “اتحرك”.
# الجهد الكبير والدور المميز في الاعداد والتحضير لكافة فعالياتها، حيث شكل رفاقنا ومقر حزبنا نقطة اللقاء والتواصل للقوى الشبابية المشاركة في الحملة، لإعداد وإنجاز كافة ترتيبات وتجهيزات الفعاليات.
# المساهمة في تنظيم الفعاليات ميدانياً، وحمايتها من العبث والتخريب.
# اضافة للعديد من الفعاليات الداعمة للحملة التي نظمها واقامها رفاقنا بجهد ذاتي حيناً، وبمشاركة بعض القوى الشبابية حيناً آخر ومنها:
* طباعة وتوزيع بوستر “غاز العدو احتلال” على المحلات التجارية في العاصمة عمان وعدد من المحافظات، حيث لاقى تجاوباً وتفاعلاً ايجابياً من أصحاب المحلات.
* مبادرة رفاقنا الطلبة في كتلة التجديد العربية لتشكيل التجمعات الطلابية ضد اتفاقية الغاز في عدد من الجامعات، واقامة الفعاليات فيها.
* فعالية تجمع القوى الطلابية والشبابية لدعم المقاومة ومجابهة التطبيع “اتحرك” جدارية “لن تجبرونا على التطبيع” والتي تم اقامتها في عدد من المحافظات، وستقام الفعالية الختامية لها في وقت قريب.
* هذه المشاركة الفاعلة لرفاقنا الشبيبة وانخراطهم في الحملات الوطنية ترجمت توجهات الحزب فعلاً وعملاً على الأرض، وهذا بالتأكيد سينعكس ايجاباً باتجاه انجاح فعالياتها من جهة، تحفيز وتفعيل رفاقنا وتطوير ادائهم، مما يعزز دورهم وحضورهم ويعمق علاقاتهم مع القوى الشبابية الاخرى، وتجربتهم في العمل الجماهيري من جهة أخرى.
* جملة هذه النشاطات والفعاليات والمشاركات لرفاقنا الشباب، عكست وبشكل واضح الصورة الحقيقية الايجابية لهم حضوراً ودوراً وفاعلية، واستعداداً نضالياً عالياً من أجل القضايا الوطنية.
في ظل الارتداد الواضح للحكومات المتعاقبة عن الاصلاح، والتضييق على الحريات، والاستمرار بذات المنهج، نهج الارتهان والتبعية لوصفات صندوق النقد الدولي وسياسة الافقار، اصبحت الحملات الوطنية من أنجع وسائل الضغط الشعبية والوطنية للوصول إلى أهدافنا الوطنية.
*عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية ومسؤول دائرة العمل الشبابي والطلابي في الحزب
حملة مئة عام على وعد بلفور
*عماد المالحي
من خلال فهمنا لأهمية ودور القضية الفلسطينية كرافعة وموحدة لكل الأحرار في العالم، لما تحظى به من جوانب نضالية وتضحيات وجانب أخلاقي، وارتباطاً بالبرنامج السياسي لحزبنا الذي يؤكد على استرداد الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير، وإقامة دولته على كامل التراب الوطني الفلسطيني، ولما شكله وعد بلفور من تداعيات كارثية على الشعب الفلسطيني والأمة العربية، والذي جاء استكمالاً لسايكس بيكو لتقسيم المنطقة وانتزاع جزء منها وزرع قاعدة متقدمة للإمبريالية.
وفي ظل انشغال المنطقة العربية وشعوبها بقضاياها وصراعاتها وتراجع دور القضية الفلسطينية على المستوى العربي والدولي، ومحاولة البعض حرف بوصلة الصراع ليكون (الكيان الصهيوني) حليفاً، وما يتم الآن من محاولة لطمس الهوية الوطنية الفلسطينية، كانت هناك فكرة ونحن على مشارف مئوية وعد بلفور الذي من خلاله (أعطى من لا يملك لمن لا يستحق) والذي ترتبت عليه كل المآسي التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ مئة عام ولغاية اللحظة من قمع وتهجير ومحاولات التهويد المستمرة للأرض والقدس وخلق رواية صهيونية بديلة عن رواية أصحاب الحقوق وأصحاب الأرض، وللأسف يساندهم في ذلك إعلام عربي في جزءٍ كبير منه متصهين.
شاركنا كحزب بالإعداد والتحضير لإحياء مئوية وعد بلفور بالتعاون مع الحملة الدولية ومركزها لندن، ومنسقها الدكتور عصام حجاوي، بالشراكة مع هيئات وشخصيات وطنية وهيئات نسائية وشبابية، لتبقى القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان الشعوب هذا اولاً، وثانياً لبلورة رؤية يشتق منها برنامج عمل لمساندة نضال الشعب الفلسطيني الذي يواجه أشرس استعمار في التاريخ.
وبعد سلسلة من اللقاءات والحوارات تم تشكيل اللجنة الوطنية الأردنية لحملة مئة عام على وعد بلفور وتم تشكيل لجنة متابعة للجنة بمسؤولية د. رياض النوايسة كمنسق لهذه الحملة، وتم عقد ملتقى وطني في النقابات المهنية حضره أكثر من مئة شخصية. كما ساهمنا كحزب بالتحشيد للاعتصام الذي جرى أمام السفارة البريطانية في 2/11/2016 في ذكرى مرور (99) عاماً على وعد بلفور وتسليم مذكرة لممثل عن السفارة البريطانية.
وتم إقرار خطة العمل التي بدأت يوم 2/11/2016 بالوقفة أمام السفارات والقنصليات البريطانية في العديد من دول العالم وستمتد طوال العام (2017) وتتوج يوم 2/11/2017 بتقديم عريضة لمجلس العموم البريطاني موقعة من 100 ألف شخص يحملون الجنسية البريطانية تتضمن المطالب التالية:
1 _الإعلان رسميا عن عدم شرعية وعد بلفور، الذي لا يزال يجري توظيفه لتهجير الشعب العربي الفلسطيني وتجريده من حقوقه الأصيلة
2 _الاعتذار الرسمي للشعب العربي الفلسطيني على تبعات ونتائج وعد بلفور كافة
3 _الاعتراف والإقرار بالمسؤولية التاريخية، والقانونية، والإنسانية / الأخلاقية عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالشعب العربي الفلسطيني وأفراده، جراء إصدار وإنفاذ وعد بلفور
4 _الاقرار بوجوب جبر تلك الاضرار وفقا لقواعد القانون الدولي ومبادئ العدالة والإنصاف، وبما يضمن عودة اللاجئين الى ديارهم وتقرير المصير.
وتم العمل على توسيع الحملة لتشمل كافة محافظات المملكة، حيث بادرنا كحزب بدعوة مجموعة من الفعاليات في مدينة الزرقاء وانبثق عن اللقاء تشكيل لجنة متابعة مكونة من تسعة اشخاص وسيتم ايضاً وبمبادرة من قبلنا تشكيل اطار للحملة في مخيم حطين/ الرصيفة وطلبنا من رفاقنا في كافة مواقعهم العمل على تطوير الفكرة.
كما استضاف الحزب منسق الحملة الدولية د. عصام الحجاوي ومعه منسق الحملة في لبنان د. عبدالملك سكرية الذين قدموا قراءة لتحركهم لاسيما وأن الحملة تأخذ بعداً دولياً وهناك أنوية ومجموعات تشكلت في (23) دولة حول العالم.
إن حزبنا ومن قناعته بأهمية الموضوع يعمل على تقديم كل امكانياته سواء اللوجستية أو البشرية لخدمة هذا العنوان الذي نعتبر أنه بداية لإعادة الألق للقضية الفلسطينية وتسليط الضوء على المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني وتعرية الوجه العنصري للحركة الصهيونية وكل المتحالفين والمطبعين والمتعاونين معه.
ونحن على إيمان مطلق بأن القضية الفلسطينية كطائر الفينيق، تستطيع في كل محطة من محطات النضال أن تعيد تألقها كقضية مركزية لأمتنا العربية. إن هذا الفعل يتطلب من كل المترددين الانخراط في هذه الحملة حتى تشكل عنواناً دائماً لمساندة نضال الشعب الفلسطيني العظيم.
*عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية وعضو لجنة المتابعة لحملة مائة عام على وعد بلفور