المقاومة أنبل ما جادت به الأمة
المقاومة فعل يعكس رفض الشعوب للظلم والسيطرة وسلب حقوقها، وهو فعل لا يقوم به إلا الأحرار التواقين للحرية، أما من يرضون بحياة الذل والمهانة فإنهم يعزفون عن المشاركة بها بل وسرعان ما يشككون بها وبفلسفتها بسبب كلفتها وصعوبتها، ويطعنون بالقائمين بها وحَمَلة رايتها.
الموقف منها واحد لا يستقيم الأمر بأن تكون مع المقاومة في مكان ومتشكك في مكان آخر، أن تبجل وتقدر رموزها في مكان وتطعن في رموزها في مكان آخر.
هذا الموقف لا يمكن ان يقنع أحد بأن أصحاب هذا الموقف صادقين في دعم المقاومة، وأنهم مؤمنين بها كسبيل لانتزاع حقوقنا.
هذة المعركة التي تخوضها المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن والعراق معركة مصيرية والدليل على ذلك تكالب كل القوى الاستعمارية على ضرب المقاومة ودعم وإسناد العدو كل بطريقته، وهذه الحشود العسكرية دليل على توجهات أعدائنا، يرونها فرصة لمخطط الشرق الأوسط الجديد والمقاومة ترى فيها فرصتها للصمود لتحقيق أهدافها وهزيمة مشاريع العدو.
ولأنها كذلك استخدم العدو كل أسلحته وبرز دور الإعلام وتحديدا الغير رسمي بشكل واضح وما يمكن الإطلاق عليه وصف الطابور الخامس للتشكيك في المقاومة ولعب دور مفضوح في بث روح الفتنة الطائفية كغطاء مفضوح لموقفهم التخريبي باستحضار صراعات طائفية أقل ما يقال عنها أن استحضارها عمل خسيس يطعن المقاومين في ظهورهم في الوقت الذي يخوضون أنبل معارك الأمة دفاعًا عن الوطن والكرامة والشرف.
إن أسوأ أنواع ومظاهر الخسة أولئك الذين نصّبوا أنفسهم سدنة للجنة وتقسيم المؤمنين من غيرهم، بحيث أن مستوى الخسة وصل لديهم برفض قبول وصف الشهيد لرمز الأمة نبلاً وصدقًا وإيمانًا.
ليعلم هؤلاء الجهلة أن لا أحد قادر على إعطاء الشهادة وسلبها، فالله وحده من يقبل شهادة هذا ويرفض شهادة ذاك.
يوم عن يوم ازداد قناعة أن هناك طابور يستخدم الدين كسلعة لتحقيق مآرب سياسية لا مصلحة للدين فيها بشيء.
إن عدونا بات يعبر باوضح ما يكون عن أهدافه ومخططاته من خلال ما يقوم به من جرائم في غزة وفي لبنان والضاحية الأسطورة، وهو يستخدم جهلنا وعمالة البعض منا كحصان طروادة لضرب أبطال الجنوب وشجعان الضاحية وأبطال غزة والضفة، وضرب اليمن الصورة البهية للعروبة والمقاومة العراقية.
المقاومة التي وصفها زعيم الأمة جمال عبد الناصر بأنها أنبل ظاهرة في الأمة، حملها الرجال المخلصون الذين استشهدوا من أجل حرية الأمة وكان آخرهم سيد المقاومة الشهيد “حسن نصر الله”.
ستبقى المقاومة كالشّمس لن تنجح قوى الظلام من إطفاء ضوئها، إن وعينا لعدونا وتحديدنا بدقة ووضوح وعدم انجرارنا لصراعات ثانوية هو المدخل لانتصارنا وهزيمة عدونا.
إن التفاخر باستعداء هذه الدولة الجارة لا يعكس حرصًا على الهدف، بل إنه خدمة مجانية للكيان الصهيوني.