اللقاء اليساري العربي يدين مقتل فلويد ويتضامن مع الانتفاضة الشعبية الأميركية
في الخامس والعشرين من أيار الماضي، عمدت الشرطة الأميركية، مرة جديدة إلى القتل عمدا وإلى القمع الوحشي ضد كل من سوّلت له نفسه الاحتجاج على الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب الذي وضعت فيه إدارة ترامب عشرات ملايين العمال والمستخدمين ، وخاصة أولئك الذين فقدوا العمل والمأوى، دون تفرقة في اللون أو في الجنس، ودون تمييز بين الأعراق…
فما جرى في مينيابوليس بالأمس، يشكّل امتدادا لسياسات تم إقرارها في عهود سابقة لرؤساء “جمهوريين” و”ديمقراطيين”، من بينهم باراك أوباما، وزادتها إدارة دونالد ترامب عسفا وتسلطا. وكلنا يذكر أن آلاف القتلى سقطوا داخل الولايات المتحدة تنفيذا لتلك السياسات القمعية الوحشية، التي تلاقت مع الاغتيالات التي قامت بها المخابرات الأميركية في العالم، بهدف حماية النظام الرأسمالي المتهاوي من نتائج أزمته البنيوية المتصاعدة منذ العام 2008، على الرغم من كل الجهود المبذولة والسرقات الموصوفة والحروب العدوانية التي خطط لها وتم تنفيذها في سبيل ذلك، بما فيها الحروب العدوانية العسكرية والاقتصادية والمالية التي شنّت في الآونة الأخيرة ضد العالم العربي ، بالتنسيق مع العدو الصهيوني وبموافقة الرجعيات الحاكمة في البلدان العربية.
من هنا نقول أن مقتل جورج فلويد يتجاوز العامل العنصري، على أهميته. فهو موجّه في الحقيقة ضد الطبقة العاملة، ضد البروليتاريا والمعطلين عن العمل والذين أصبحوا بدون مأوى – أشقاء جورج فلويد – لمنعهم من التحرّك والمطالبة بحقوقهم المهدورة على مذبح حفنة من كبار الرأسماليين الذين يحاولون الاستفادة من جائحة كورونا لاستعادة مواقعهم المهتزة، حتى ولو كان ذلك على حساب مئات ملايين القتلى الذين تنبأ ترامب وبوريس جونسون وغيرهما بسقوطهم لعدم توفر العلاج لهم.
لذا، نرى في المواجهات التي تجتاح الولايات المتحدة بداية رد صانعي الثروات الحقيقيين، من الفقراء والمهمشين وحتى من البرجوازية الصغيرة المنهارة. وهذا الرد يتطلب كل التضامن والدعم للحركة الاحتجاجية الأميركية من كل الذين يعانون الاستغلال الرأسمالي في العالم، كما يتطلب العمل على تنظيم مواجهة السياسات الامبريالية، الأميركية أولا، في كل بلدان العالم، وبالتحديد في المنطقة العربية.
يا عمال العالم وفقراءه اتحدوا لتنقذوا الانسانية من جائحة الرأسمالية.
اللقاء اليساري العربي