القومية واليسارية في ذكرى النكبة : “ندعو الى انهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني واستعادة الوحدة من على قاعدة البرنامج الوطني المقاوم”
بيان سياسي
صادر عن ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية
في الذكرى السبعين للنكبة
لقد شكلت نكبة الشعب العربي الفلسطيني في 15 أيار عام 1948 باقتلاعه من أرضه وتشريده من وطنه الى المنافي البعيدة والقريبة على يد العصابات الصهيونية محطة غاية في الخطورة على الواقع العربي في مواجهة المشروع الصهيوني الذي استطاع النجاح في مشروعه الاستيطاني الإحلالي على أرض فلسطين ليكون القاعدة المتقدمة للامبريالية في منطقتنا العربية، وفرض نتائج معاهدة سايكس بيكو الاستعمارية بتقسيم الوطن العربي وتجزئته الى دول ومملكات وإمارات ومحميات، وقطع الطريق على الحلم العربي بالوحدة وامتلاك الأمة العربية مشروعها النهوضي مثلها مثل كل الأمم في العالم، لتكون النكبة صفحة سوداء بتاريخ الأمة العربية ما زلنا نعيش مفاعيلها حتى الان بعد مرور سبعين عاماً على وقوعها.
في ذكرى النكبة نستحضر التاريخ القريب ليس بقصد البكاء على الأطلال وإنما للتأكيد على أن الذاكرة الجمعية والفردية حية ولن تنسى ولن تغفر، ولنستذكر صور البطولة والتضحية التي قدمها الشعب العربي الفلسطيني دفاعاً عن أرضه وعن حقوقه الوطنية الثابتة من بداية الغزوة الصهيونية وحتى اليوم بدعم واسناد من قوى التحرر العربية وشرفاء العالم، ولم تنجح كل محاولات الكيان الصهيوني وحلفائه وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية بطمس الحق العربي في فلسطين، وفشلت كل محاولاتهم بتزوير التاريخ عبر محاولات مسح الذاكرة الفلسطينية والعربية للقبول بالرواية الصهيونية للصراع، ولم يتمكنوا من كسر إرادة الشعب العربي الفلسطيني وطمس هويته الوطنية، رغم التشريد والعدوان والمجازر وتهويد الأرض التي تجري يومياً، وأكد الشعب العربي الفلسطيني عبر نضاله وتضحياته أن المواجهة مستمرة والصراع مفتوح ولن يتوقف الا بزوال الاحتلال واستعادة حقوقه الوطنية الثابتة وفي مقدمتها حقه بالعودة الى وطنه وأرضه وممتلكاته، واستعادة الحق العربي في فلسطين والأراضي العربية المحتلة.
تأتي ذكرى النكبة في هذا العام والشعب العربي الفلسطيني وقضيته الوطنية تمر في أصعب وأخطر المراحل حيث يواجه مخططاً تصفوياً يقوده الرئيس الأمريكي ترامب وإدارته العدوانية عبر ما يسمى (صفقة القرن) والتي تستهدف تكريس وجود الكيان الصهيوني كدولة يهودية، وتبديد الحقوق الوطنية الثابتة للشعب العربي الفلسطيني وخاصة حقه بالحرية والعودة، من خلال البحث عن بدائل تعفي الكيان الغاصب من مسؤوليته التاريخية والأخلاقية والقانونية عن النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني، وفي هذا اليوم الأليم تقوم الإدارة الأمريكية بافتتاح سفارتها في القدس المحتلة في خطوة تشكل سابقة بتاريخ الصراع العربي الصهيوني تؤسس من خلالها لتمرير مشروعها التصفوي وفرضه على الشعب الفلسطيني والأمة العربية، في ظل استمرار سياسات التفريط الرسمي العربي، ومواصلة نهج التطبيع مع الكيان الصهيوني، هذه السياسات والنهج اللذان يشجعان أطراف المخطط التأمري الأمريكي الصهيوني على المضي قدماً في تصفية القضية الوطنية للشعب العربي الفلسطيني باعتبارها قضية تحرر وطني وحقوق عادلة ومشروعة للخلاص من الاحتلال وحقه بالعودة وتقرير المصير.
في هذه المناسبة ندعو الى انهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني واستعادة الوحدة من على قاعدة البرنامج الوطني المقاوم، وندعو كل قوى التحرر العربية الى تعزيز البعد العربي القومي للقضية الفلسطينية وتقديم كل أشكال الدعم والإسناد للشعب العربي الفلسطيني.
في هذا اليوم نقف اجلالا واحتراما للشهداء الذين قدموا ارواحهم فداء للوطن، ونوجه التحية للاسرى الأبطال الذين يشكلون الخط المتقدم لمقاومة المحتلين الصهاينة، ونتوجه بمشاعر الاعتزاز والفخار للشعب العربي الفلسطيني ونؤكد أن خيار المقاومة والمواجهة هو الخيار الرئيسي لدحر الاحتلال واستعادة الحقوق.
عمان في 14/5/2018
د.سعيد ذياب الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني
الناطق الرسمي باسم ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية