الفوضى العالمية وانعكاسها على غزة

في عام ٢٠٢٤ وصف الأمين العام للأمم المتحدة العالم بأنه يعيش مرحلة الفوضى أو بات على مشارفها منطلقا حديثه من عجز مجلس الامن والمؤسسات الدولية عن معالجة ما يعيشه العالم وما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من إبادة وغياب للتوافقات الدولية، وتعدد الحروب بالوكالة.
إنه عصر عدم احترام أو الالتزام بالقوانين الدولية، كان للولايات المتحدة الباع الطويل بعدم الالتزام بالقوانين الدولية التي وضعتها الأمم المتحدة عند تشكيلها عام ١٩٤٥ والتي كان للولايات المتحدة الأمريكية دورا بارزا في وضعها ونرى الآن هي الأكثر تهربا من الالتزام، وما هذه الفوضى إلا نتاج لغياب القانون الدولي أو تحييد القانونلقد كان للولايات المتحدة من خلال تعطيلها للمؤسسات الدولية والحرب التجارية التي شنتها على دول العالم، الباع الطويل في إحداث حالة من عدم الاستقرار لدى الدول وإشاعة القلق الأمني الأمر الذي خلق أجواء من سباق التسلح وحالة من عدم الثقة في العلاقات الدولية.
مجمل المواقف الأمريكية سواء التهرب من الالتزامات الدولية، منظمة الصحة العالمية، اتفاقية المناخ، والمشاركة في حصار الأونوروا بما يعني الشراكة في عملية تجويع أهلنا في غزة، ودعم الكيان الصهيوني في حربة الاجرامية كل ذلك يوجه إصبع الاتهام لها بحالة الفوضى في العالم، بل والمسؤولية الكاملة عنها.
لقد تحكمت في العالم بعد انتهاء الحرب الإبادة حوالي عقدين من الزمن كقطب وحيد يقود العالم حتى جاءت أزمة ٢٠٠٨ والتي كشفت عن عدة مسائل.
إن مكانتها الأخلاقية قد اهتزت هذا إذا كان لها مكانة وأثبتت الأزمة أن الرأسمالية ليست هي الحل كما روج فوكوياما واعتبر ذلك نهاية التاريخ، وكانت السبب في شن حروب مباشرة ضد شعوب مسالمة.
إن الجريمة التي ترتكب بحق غزة تتحمل الولايات المتحدة بالدرجة الأولى لأنها تعطل المجتمع الدولي عن أخذ دورة في لجم الكيان المجرم والاستجابة لشعوبه التي خرجت بالملايين انتصارا لفلسطين وجريمة الإبادة والتجويع بحق غزة.إن الإخفاق الدولي يصعب تفسيره بعدم قدرته على وقف الصلف الإسرائيلي إلا بدور أمريكا المعطل لذلك.