الفنان أمجد حجازين: هنالك من يعمل على تسخيف فكرة الكوميديا وخفض الذائقة لدى الجمهور
اعتبر أن «مسرح الشارع» فكرة عظيمة ولكنها ابتعدت عن هموم الناس
نلتقي في هذا العدد، مع الفنان الكوميدي الشاب أمجد حجازين، الذي يعتبر من القلائل الذين حافظوا على خطهم الفني الوطني الملتزم في ظل إغراءات السلطة.حجازين من مواليد عمّان، درس ثلاثة تخصصات في الجامعة الهاشمية على مدار ١٢ سنة، كي وكان يبقى يعمل في المسرح الجامعي، كما ذكر لنا. وكانت أولى تجاربه المسرحية عام ٢٠٠٦، في نص مسرحي لصموئيل بيكيت.
نداء الوطن: – كت أحد أعمدة مسرح الشارع .. هل أنت راضٍ عما قدمه هذا المسرح؟ وأين ذهب مسرح الشارع؟
حجازين: راضٍ كل الرضا عن مشاركاتي بمسرح الشارع، ولكن للأسف ،، مسرح الشارع أُجهض في نفس اللحظة التي تغير فيه اتجاهه وأفكاره .. كون الشباب (أعضاء الفرقة) لم يستطيعوا المحافظة على قربهم من الناس ومشاكلهم .. وأصبح مسرح الشارع -على الاقل بعين متابعين للمسرح- على الطرف الثاني من هموم الناس.
مسرح الشارع كان فكرة يدعمها حب وثقة الناس البسيطة والأفكار التي كانت بأدمغة القائمين عليه .. وأظن أنه بآخر سنتين فقد هاتين الميزتين.
نداء الوطن: رغم بداياتك مع المسرح، إلا أننا لم نعد نشاهد لك أعمالاً مسرحية؟
حجازين: أتمنى أن أرجع لأعمل بالمسرح، ولكن للأسف، الفريق المسيطر على المسرح الأردني أو الفريق المتصدر للمشهد الثقافي المسرحي، هم أصحاب التنفيعات والعلاقات الشخصية وأي صفة غير فنية أخرى يمكنك أن تصفها بهم .. أما المخرجون المبدعون، فقد أصبحت مشاركاتهم المسرحية محدودة بعد التضييق عليهم.
نداء الوطن: هل ترى أن مشكلة الفنانين الشباب تكمن في ضعف النصوص الفنية التي لا تسهم بإظهار مواهبهم؟
حجازين: ضعف النصوص الفنية أحد أهم الأسباب، لكن هنالك أسباب أخرى هامة. فأزمة الكتّاب والنصوص موجودة بكل الدول .. لكن في الأردن هنالك مشاكل أخرى هامة منها الدعم والإنتاج، إضافة إلى أن أهم مشكلة بتواجه أصحاب المواهب، برأيي، هي منح الفرص لغير الموهوبين.
نداء الوطن: هنالك على الساحة العشرات من الفنانين الشباب في مجال الكوميديا. كيف تقيم حجم هذا الازدحام؟ مع ملاحظة أن هذا الكم من الـ»الكوميديان» لم ينعكس إيجاباً على الإنتاج الفني؟
حجازين: ثقافة المجتمع ترى أن الكوميديا هي خفة الظل ونكتة حلوة والسلام . وتسخيف فكرة الكوميديا وجعلها بدون رسائل وتفريغ أية فكرة من محتواها الحقيقي ساهم بظهور أي شخص «قعدته حلوة» و»بضحّك» .. مع إهمال أية رسالة فكرية عميقة. إضافة إلى أن البحث عن الشهرة لا يلزمه ثقافة ووعي ،، فصرنا نرى مشاهير من فيديو واحد فقط، وبدون أية أهداف.
وبالتأكيد، ساهم هؤلاء الأشخاص بانخفاض الذائقة لدى الجمهور واتساع دائرة «المغفلين».
الانتاج الفني لن يتأثر بمئات «خفاف الظل» إلا سلبًا، فالإنتاج الفني يتأثر بتكامل مجموعة عوامل كالفكرة والمضمون والهدف وذكاء تطبيق الفكرة وقبول الناس للشخص.
نداء الوطن: هل أصبحت مشدوداً –كباقي أبناء جيلك- إلى شخصية «المؤثر الافتراضي» على حساب الفنان؟
حجازين: ههههههههههههه طبعا لأ .. خصوصا أنني أحاول إيصال رسائلي عن طريق تأثير الفن،و ليس تأثير العالم الافتراضي.
العالم الافتراضي –من وجهة نظري- سيبقى افتراضيا والفن سيبقى فنا،، وأنا شخصيا أبحث عن ديمومة التأثير وليس عن حجم الفقاعة المحيطة بالتأثير. مهم جدا إدراك أن تأثير العالم الافتراضي هو أيضا -والى حد كبير- تأثير افتراضي.
نداء الوطن: أنت من الفنانين القلائل الذين لديهم رؤية سياسية وفكرية واضحة، هل أثر هذا على انتشارك؟
حجازين: طبعا .. كان لرأيي السياسي التأثير الأكبر على انتشاري لأن اصحاب المنابر الإعلامية الخاصة هم من رجال الأعمال وليسوا أصحاب رؤى سياسية ومواقف .. وفي أغلب الاحيان يكون هناك تضارب بين ما أطرحه وبين علاقات رجال الأعمال مع اصحاب النفوذ والسلطة.
افتقار الاردن لمنابر إعلامية تحمل توجهات سياسية واضحة قد يكون أحد أهم أسباب تغير أفكار الكثيرين من ممارسي العمل الفني بأشكاله والإعلامي والصحفي وربما أكثر .. من باب أن «الناس بدها تطعم ولادها خبز بعدين تعلمهم حرية الفكر»