العودة للحرب مجددا بعد الهدنة
كان واضحا من كلام وزير الخارجية الأمريكية أن أمريكا أعطت “إسرائيل” الضوء الأخضر للعودة “الإسرائيلية” للحرب ولكنها طلبت منها أن تراعي حال المدنيين، لتستكمل ما بدأته بعد طوفان الأقصى، من عدوان وتدمير بقصد القضاء على المقاومة وتحرير الأسرى، خاصة وهذا كان واضحا من التصريحات للمسؤولين الاسرائيلين وحديث نتنياهو حول اعتبارهذه الحرب بأنها معركة استقلال ثانية، وأن ما شاهدناه من هدن ليس إلا تكتيك اسرائيلي على طريق الهدف المعلن للحرب.
لقد وجدت اسرائيل نفسها بعد ٧ أكتوبرأمام خيارين إما أن تقبل بالطوفان وهذا يعني تسليما بكل تداعياته من سقوط الهيبة والردع والفشل وهي بلا شك ستشكل عناصر تصدع للمجتمع الإسرائيلي ومقدمة للإنهيار، أو أن تدخل في مواجة شاملة مع المقاومة الفلسطينية، أي علينا أن نتعامل مع هذه الحرب كحرب فاصلة في المواجهة الدائرة يترتب على نتائجها أمورا حاسمة.
هذا يتطلب التعبئة الشاملة للشعب الفلسطيني وفي كافة أماكن تواجدهم، ووضع القوى الشعبية العربية أمام مسوؤليتها التاريخية بدعم المقاومة وعدم السماح بهزيمتها، بل أزيد وأقول أن حركة التحرر العربية يجب أن تجعل من مواجهة العدوان الصهيوني مواجهة كاملة مع المصالح الإمبريالية في وطننا.
إن الوطن العربي ابتلي منذ قرن من الزمن بأنظمة تابعة وطبقات حاكمة لا يهمها إلا مصالحها وإن حدث بعض التغييرات البسيطة في مرحلة معينة، سرعان ما عادت تلك الطبقات وبوجوه مختلفة لتحكم الأقطار العربية وتعيد لها التبعية التي تحرر منها بعض الأقطار العربية ولفترة وجيزة بفعل التآمر الإمبريالي.
أقول هذا الكلام لإني مقتنع بأن العدو يريد القضاء على المقاومة وتصفية القضية من خلال التهجير، وبناء عليه وحتى لا نواجه نكبة جديدة قد تعمق التيه والضياع العربي والفلسطيني فإننا مطالبين بشحذ الهمم والارتقاء إلى مستوى الخطر.
إن الحديث الكاذب بالوساطات والتحرك الدبلوسي أو تحول الأنظمة العربية إلى مجرد دفاع مدني للتعامل مع ما يخلفه العدوان ليس إلا هروبا من تحمل ما هو مطلوب.
إن ما هو مطلوب أولا: يجب الشروع العملي بتشكيل جبهة مقاومة عربية تتصدى لكل أشكال الوجود الأمريكي والصهيوني، إني أعتقد أن التلكؤ في بلورة تلك الجبهة من شأنه غعطاء فرصة للعدو للبطش بالشعب الفلسطيني.
ثانيا:أن تعلن كافة الاحزاب والقوى حالة الطوارىء والتعبئة الشاملة .
المطالبة الشعبية الجدية من أنظمتها بالتخلي عن ما وقعته من معاهدات، خاصة وأن بلينكن طمأن الاسرائيلين بأن لا خطر على المعاهدات “العربية الإسرائيلية”، في حال عودتها للحرب.
غنها حرب مفتوحة لا عذر لمن لا يساهم في التصدي للمشروع الإمبريالي والتصدي للعدوان الصهيوني.