الطغاة هم الذين يجلبون الغزاة
قرأت قبل قليل على إحدى المواقع أن شابا مغربيا تم تقديمه للمحاكمة بسبب تغريدة كتبها هاجم فيها التطبيع مع العدو الصهيوني، لكن الغريب أن التهمة التي تم توجيهها له هي المس بالمقام الملكي علما أن الشاب لم يذكر الملك لا من قريب أو بعيد.
هذا الربط بين الموقف من التطبيع والمس بالملك خطير بقدر ما هو غريب، وكأن الحكومة المغربية تريد أن تتستر بالنص الدستوري الذي يعاقب الإساءة للملك لمعاقبة الرافضين للتطبيع.
وهنا اتسائل هل يأتي زمن يتم فية محاسبتنا لأي نقد للتطبيع و”لإسرائيل”؟! تماما كما تحاسب بعض الدول الاوروبية أي نقد “لإسرائيل” باعتباره عداء للسامية !!
قادني هذا الحال الذي لا يختلف عنه حال بقية الدول العربية وما تقوم به من تعسف ضد شعوبها وهو الذي قاد إلى تكريس حكام مستبدين لا يرون في شعوبهم إلا رعايا ليس لهم الحق في شيء، إلى التأمل في مقولة ابن خلدون عالم الاجتماع الذي أصاب كبد الحقيقة وكأنه يتكلم عن واقعنا من أن (المستبدين والطغاة هم الذين يجلبون الغزاة)، فالطغاة صورة للحكم الفردي حيث لا رقيب ولا حسيب.
ولعل هذا الواقع وهذا الفهم لمقولة ابن خلدون هي التي تفسر أن الأنظمة العربية سمحت بامتلاء أوطاننا حد التخمة بالقواعد العسكرية الأجنبية، وفقدنا الكثير من سيادتنا واستقلالية قرارنا.
لكن علينا أن نعترف أننا بقدر ما نلوم الطغاة فإن على شعوبنا العربية أن تلوم نفسها أولا لأنها هي التي صنعت الطغاة وهي كما يقول أرسطو (إن ضعف المظلومين هو من يصنع الطغاة)، هذا الضعف وهذا الخنوع هو الذي شجع هؤلاء الطغاة .
وباللهجة العامية مين فرعنك يا فرعون قال ما لقيت حدا يردني.