الطبيب القديس أبو الفقراء
يحتار المرء من اين يبدأ
الحديث عن طبيب الفقراء الدكتور رضوان السعد
قد تخفق حروف الكلمات وبلاغة اللغة في وصفه .
الدكتور رضوان السعد مواليد بلدة طبريا المحتلة عام 1946 ، درس الطب في هنغاريا وتخرج عام 1975 .
تعتبر عيادته في مخيم اربد اول عيادة بعد عيادة الانروا .التحق في حركة القوميين العرب خلال مرحلة دراسته الثانوية في مدينة اربد ، ولاحقا كان عضوا قيادياً في حزب البعث الاشتراكي العربي الاردني .
لم تكن شخصية الطبيب القديس رضوان السعد منفصلة عن واقع المجتمع وفقراؤه ، بل كان متوافقا في فكره العروبي والسياسي متلمسا معاناتهم ويخفف عنهم وطأة المرض وفاقة الفقر بعلاجهم واعطاء الدواء مجانا لهم ، كان معظم مراجعيه المرضى من نساء واطفال ورجال يعفيهم من قيمة الكشفية رغم انها لا تتجاوز من ربع دينار الى دينار واحد .
، عرفته مدينة اربد ومخيمها والقرى المجاورة حتى أصبحت عيادته محجاً لكل الفقراء والمحتاجين ، فكما كان بارعا في الطب والعلاج طغت إنسانيته على مهنته وأصبح يلقب «بأبو الفقراء» ، وان سألت احدهم ما هو تأمينك يقول لك تأميني رضوان السعد .
مارس مهنته طبيبا بكل إنسانية تضاهي إنسانية الأم تيريزا ، وبتواضع المهاتما غاندي والتصاقه بقضايا شعبه وامته العربية.
كان يرفض الظهور الاعلامي ويقول ان ذلك ضد الجوهر الانساني فحقق ثورية جيفارا قولا وفعلا .
ويحضرنا الحكيم جورج حبش ووديع حداد وخدماتهما في علاج الفقراء مجانا عندما افتتحا عيادتهما في عمان .
كان الدكتور رضوان السعد من الداعمين للجنة الفتيان الايتام في المخيم وكان يرفض ان يذكر اسمه بكشوفات المتبرعين بغير مسمى «فاعل خير» .
لم تشهد في تاريخها مدينة اربد جنازة أمّها الالاف المؤلفة من الناس حزينة ومتألمة على فراق هذا الطبيب القديس ابو الفقراء
لكن جنازته شكلت حالة شعبية ستسجل في التاريخ المضيء لهذا الرجل الذي اينع غراس عمله وفكره قولا وفعلا ليؤكد ان الانسان صاحب رسالة ومبادئ ان سار عليها اضاء للآخرين الطريق والدروب ليقتدوا بنهجه .
نم قرير العين ابا الفقراء
رضوان السعد الطبيب القديس .
لروحك الرحمة والسلام .