مقالات

الصراع العربي الصهيوني والتطبيع

في الذكرى ٧٢ لنكبة الشعب الفلسطيني عام ١٩٤٨ وإعلان قيام ما يسمى ( دولة اسرائيل ) على الارض الفلسطينية التي احتلت عام ١٩٤٨ بعد أن قامت العصابات الصهيونية بالمجازر والمذابح ضد الشعب الفلسطيني وهدم اكثر من ٥٣١ بلدة وقرية وتشريد سكانها وبناء مستوطنات لاستيعاب اليهود الذين جلبتهم الحركة الصهيونية للاستيطان في فلسطين بدعم ومساندة من بريطانية في حينه .


النكبة نتيجة الصراع العربي الصهيوني وهي في نفس الوقت ظلت سببا اضافيا لاستمرار هذا الصراع حتى يومنا هذا.
لقد قدم الشعب الفلسطيني والامة العربية قوافل الشهداء في التصدي للمشروع الصهيوني على امتداد قرن من الزمن .
فالتحالف الصهيوني مع الدول الاستعمارية يعمل على تحقيق اهدافه العدوانية ومصالحه الذي من اجلها اوجد هذا الكيان ليكون راس الحربة في مواجهة هذه الامة.
وبعد احتلال الصهاينة ما تبقى من الارض الفلسطينية عام ١٩٦٧ فان المشروع الصهيوني لم يتوقف بل سعى لتكريس التطبيع مع الدول العربية وشعوبها في محاولة لكي يكون مقبولا في المنطقة .
لقد استغل الصهاينة حالة الوهن والانقسام الفلسطيني وما حصل في دول الجوار من صراعات استهدفت تدمير الدول وتحطيم القدرات العربية والدفع باستبدال حالة العداء للصهاينة بتاجيج الصراعات الطائفية والتحريض باتجاه اعتبار ايران عدوا للامة العربية وكل هذه المحاولات جاءت لخدمة المشروع الصهيوني ومخططاته العدوانية.
فالقكر الصهيوني المعادي لامتنا يستند على الاكاذيب وقلب الحقائق والتاريخ وتصوير مقاومة اصحاب الوطن الحقيقيين بالارهاب.
فالتطبيع الذي يسعى له العدو مع العرب لم ينجح على المستوى الشعبي بشيء وبقي بشكل رسمي مع بعض الانظمة والتي فشلت في اقناع الشعوب فيه .علما بان الصهاينة لم يحترموا المعاهدات والإتفاقيات لا مع الفلسطينيين (اتفاقية أوسلو) ولا مع الاردن (اتفاقية وادي عربة) ولا مع مصر (اتفاقية كامب ديفد) ولا زال الصهاينة يبذلون الجهد من اجل نقل التطبيع من المستوى الرسمي الى المستوى الشعبي حيث لم ينجح بسبب الوعي الشعبي بخطورة التطبيع وضروره مقاومته خاصة وان العدو لا زال يمعن في ممارساته الاجرامية بحق الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية متنكرا لحقوقهم المشروعة .
لو لم يكن الكيان الصهيوني جسما غريبا اغتصب ارضا ليست له وشرد غالبية اصحابها وامعن في اضطهاد ما تبقى من ابناء فلسطين على ارضهم لما سعى هذا الكيان الى التطبيع لان فرض الامر الواقع بالقوة يتطلب من المعتدي السعي للتطبيع مع الدول والشعوب العربية عل قاعدة القبول بهذا الكيان والتعاطي معه بشكل طبيعي .
ان هذا العدو لا يفهم سوى لغة القوة مما يتطلب انهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيد الصفوف وممارسة كافة اشكال للمقاومة ومقاومة التطبيع في مقدمتها لان مقاومة التطبيع والنجاح في هذه المهمة كفيل باحباط محاولات العدو لاختراق الوضع العربي ليبقى هذا الكيان كجسم غريب ومنبوذ في عموم المنطقة والعودة لتكريس حالة العداء مع الصهاينة وصولا الى الحاق الهزيمة بكل المشروع الصهيوني وتحرير فلسطين وعودة اللاجئين الى ديارهم واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الارض الفلسطينية وعاصمتها القدس بما يفسح المجال امام أمتنا العربية بالتقدم الى مصاف الدول المتقدمة بعد التخلص من السرطان الصهيوني في المنطقة .

بواسطة
ابراهيم العبسي
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى