الشّعبية: ” يوم الأسير رمز لكفاح شعبنا ومحطة نضالية لتقييم الأداء والعمل الوطني تجاه قضية الأسرى”
أشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، اليوم السبت، بتضحيات ونضالات الحركة الأسيرة التي شَكلّت لنا نموذجاً في التضحية والوفاء للثوابت الوطنية، ونجدد تأكيدنا على ضرورة إبقاء قضية الأسرى على رأس أولويات العمل النضالي والوطني رسمياً وشعبياً.
ودعت الجبهة، بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، لصوغ استراتيجية عمل وطنية شاملة لقضية الأسرى، مهمتها الأساسية إنهاء معاناتهم، ومتابعة مهمة تحريرهم بالأفعال وليس بالأقوال والشعارات، وبما يساهم في جعل هذه القضية عنوان لنضال يومي ميداني، نتجاوز فيها الطابع الموسمي والنخبوي.
وشددت، في بيان صحفي وصل بوابة الهدف نسخة عنه، على ضرورة إعادة تشكيل هيئة شؤون الأسرى على أن تكون مرجعيةٍ وطنيةٍ واضحةٍ وبمشاركة كل القوى والمؤسسات الوطنية الفاعلة في قضية الأسرى؛ بما يُخلّص هذه القضية من أعباء اتفاقية أوسلو والتزاماتها السياسية والأمنية.
كما دعت إلى اتخاذ كل الإجراءات المناسبة لرعاية ذوي الأسرى وأبنائهم وضمان حقوقهم وتعزيز صمودهم بمختلف الأشكال، بما يستوجب بشكل عاجل سن قانون يحمي حقوقهم.
وأكدت على ضرورة الاستجابة لنداء الحركة الأسيرة؛ بضرورة توظيف كل طاقاتنا وجهودنا وعملنا في إطار إنجاز إعادة بناء مؤسساتنا الوطنية وفي المقدمة منها منظمة التحرير على أساس استراتيجية وطنية مقاومة، وما يتطلبه ذلك من نجاح إجراء الانتخابات بحلقاتها الثلاثة.
كما أكدت على ضرورة أن يتصدى المجتمع الدولي للإجراءات والممارسات الإرهابية الصهيونية الممنهجة وغير الإنسانية بحق الأسرى وخاصة الإداريين وضحايا الإهمال الطبي، واستمرار اعتقال الأطفال القُصّر وكبار السن.
وفي ختام بيانها، حيّت كل المؤسسات والجمعيات والنقابات والشبكات المدافعة عن حقوق الأسرى في مختلف أنحاء العالم، ونطالبهم باستمرار فعالياتهم وأنشطتهم التضامنية مع الحركة الأسيرة.
النص الكامل للبيان
بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمناسبة يوم الأسير
يوم الأسير رمز لكفاح شعبنا ومحطة نضالية لتقييم الأداء والعمل الوطني تجاه قضية الأسرى
جماهر شعبنا في الوطن والشتات…
يُحيي شعبنا وأحرار العالم في السابع عشر من نيسان/إبريل من كل عام؛ ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، كمناسبةٍ وطنيةٍ هامةٍ، تتجسد فيها معاني الصمود والتضحية والوفاء، وتَتعّمد بدماء عشرات الشهداء من الحركة الأسيرة، وبآهات أبطال معارك الإرادات والأمعاء الخاوية الذين حَولّوا المعتقلات وأقبية التحقيق إلى مدارسٍ فكريةٍ ثوريةٍ، ومواقع نضالية وخنادق متقدمة من خنادق المواجهة ضد الاحتلال الصهيوني.
تُطل علينا مناسبة يوم الأسير الفلسطيني، كرمز لكفاح شعبنا الفلسطيني ومقاومته العادلة من أجل انتزاع حريته وتقرير مصيره وحقوقه الوطنية والإنسانية كاملة؛ في وقت تتصاعد فيه بشكلٍ متواصلٍ؛ الإجراءات العدوانية الإرهابية الصهيونية ضد أسرانا وأسيراتنا، حيث يواجهون ظروفاً مأساوية وغير إنسانية البتة؛ تُنتهك فيها حقوقهم وكرامتهم الإنسانية، من خلال سياسات ممنهجة تطال جموع الحركة الأسيرة، خاصة الأسرى الإداريين والأسيرات والقاصرين والمعزولين والإداريين وكبار السن، وهو ما يُشكَلّ انتهاكاً صريحاً لقواعد القانون الإنساني الدولي، وقواعد حقوق الإنسان ذات الصلة، وينطبق ذلك على استمرار الاحتلال في احتجاز العشرات من جثامين الشهداء. وقد كثفت إدارة مصلحة السجون ومخابرات الاحتلال وأدوات القمع من هجمتها الشرسة بحق الأسرى في الأعوام الأخيرة؛ مستهدفةً النيل من إرادتهم واستلاب كرامتهم؛ عبر التعذيب الجسدي والنفسي، وحرمانهم من أبسط حقوقهم، وصولاً إلى تعمد الاحتلال تركهم فريسة لجائحة كورونا؛ تنهش أجسادهم.
جماهير شعبنا…
إن يوم الأسير؛ محطة نضالية نقف خلالها جميعاً لتقييم أدائنا وعملنا وتصويبه في دعم وإسناد الحركة الأسيرة على مدارٍ عامٍ كامل، وباعتبار أن قضية الأسرى تُمثّل إجماعاً وطنياً، لا يجب لأي أحد أن ينأى بنفسه عنها؛ نستهل هذه المحطة، في توجيه تحية فخر واعتزاز إلى عموم أسيراتنا وأسرانا الميامين في سجون الاحتلال، ومن خلالهم جميعاً؛ نوجه تحياتنا للرفيق الأمين العام القائد الوطني أحمد سعدات ورفاقه في فرع الجبهة بالسجون ونخص مسؤوله القائد وائل الجاغوب الذي يواجه منذ شهور طويلة سياسات العزل الانفرادي بحقه، وإلى القادة مروان ونائل البرغوثي وحسن سلامة وزيد بسيسو ووليد دقة وكريم يونس ووليد حناتشة وسامر العرابيد وعاهد أبو غلمى وكميل أبو حنيش ووجدي جودة وباسم الخندقجي، وللأسيرات اللواتي قَدمّن مثالاً للتفاني والإخلاص والصمود وفي المقدمة منهن المناضلات خالدة جرار وختام السعافين وإسراء الجعابيص، ولأسرى القدس والداخل المحتل والأسرى العرب.
إننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وبمناسبة السابع عشر من نيسان – يوم الأسير الفلسطيني، نؤكد على التالي:
أولاً/ نشيد بتضحيات ونضالات الحركة الأسيرة التي شَكلّت لنا نموذجاً في التضحية والوفاء للثوابت الوطنية، ونجدد تأكيدنا على ضرورة إبقاء قضية الأسرى على رأس أولويات العمل النضالي والوطني رسمياً وشعبياً.
ثانياً/ ندعو لصوغ استراتيجية عمل وطنية شاملة لقضية الأسرى، مهمتها الأساسية إنهاء معاناتهم، ومتابعة مهمة تحريرهم بالأفعال وليس بالأقوال والشعارات، وبما يساهم في جعل هذه القضية عنوان لنضال يومي ميداني، نتجاوز فيها الطابع الموسمي والنخبوي. وهنا يقع على عاتق فصائل المقاومة في حال إبرام أية صفقة تبادل للأسرى أن تتمسك بمعايير صارمة تكسر خلالها المعايير والشروط الصهيونية، وقادرة على تبييض المعتقلات وتحرير الأسرى كافة.
ثالثاً/ ضرورة إعادة تشكيل هيئة شؤون الأسرى على أن تكون مرجعيةٍ وطنيةٍ واضحةٍ وبمشاركة كل القوى والمؤسسات الوطنية الفاعلة في قضية الأسرى؛ بما يُخلّص هذه القضية من أعباء اتفاقية أوسلو والتزاماتها السياسية والأمنية، وهذا يدعونا جميعاً للتصدي لكل السياسات والإجراءات الظالمة التي تفرضها الهيئة وسلطة النقد والبنوك على الأسرى والمحررين وذويهم، رضوخاً لشروط الاحتلال والإدارة الأمريكية.
رابعاً/ ندعو إلى اتخاذ كل الإجراءات المناسبة لرعاية ذوي الأسرى وأبنائهم وضمان حقوقهم وتعزيز صمودهم بمختلف الأشكال، بما يستوجب بشكل عاجل سن قانون يحمي حقوقهم، ويضمن عيشاً كريماً للأسرى المحررين الذين حرم العشرات منهم من رواتبهم ومستحقاتهم والعمل الكريم.
خامساً/ ضرورة الاستجابة لنداء الحركة الأسيرة؛ بضرورة توظيف كل طاقاتنا وجهودنا وعملنا في إطار إنجاز إعادة بناء مؤسساتنا الوطنية وفي المقدمة منها منظمة التحرير على أساس استراتيجية وطنية مقاومة، وما يتطلبه ذلك من نجاح إجراء الانتخابات بحلقاتها الثلاثة والالتزام بجداولها الزمنية كما تم التوافق عليها وطنياً، مع التأكيد أنه لا انتخابات بدون القدس، مع ضرورة تحويل عوامل رفض الاحتلال إجرائها فيها إلى معركة اشتباك مفتوحة؛ نفرض فيها الإرادة الشعبية على الأرض.
سادساً/ ضرورة أن يتصدى المجتمع الدولي للإجراءات والممارسات الإرهابية الصهيونية الممنهجة وغير الإنسانية بحق الأسرى وخاصة الإداريين وضحايا الإهمال الطبي، واستمرار اعتقال الأطفال القُصّر وكبار السن، وهذا بحاجة إلى آليات ضغط جدية على الاحتلال؛ بعيداً عن سياسة الكيل بمكيالين، لإجباره على وقف انتهاكاته بحق الأسرى والعمل على إطلاق سراحهم، وإحالة هذه الانتهاكات إلى المحكمة الجنائية الدولية.
سابعاً/ نُحيي كل المؤسسات والجمعيات والنقابات والشبكات المدافعة عن حقوق الأسرى في مختلف أنحاء العالم، ونطالبهم باستمرار فعالياتهم وأنشطتهم التضامنية مع الحركة الأسيرة. كما نحيي كل المعتقلين السياسيين في العالم، وخاصة في السجون الفرنسية والبريطانية والأمريكية وفي السجون العربية، ونخص منهم الرفيق المناضل جورج عبدالله المُختطف في فرنسا منذ 38 عاماً.
نجدد العهد لكل أسيراتنا وأسرانا بمواصلة النضال حتى تحريرهم وبالمضي على درب المقاومة حتى التحرير والعودة والاستقلال.
المجد للشهداء.. الحرية للأسيرات والأسرى.. والنصر لشعبنا ومقاومته
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
دائرة الإعلام المركزي
17 نيسان/إبريل 2021