لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
مقالات

الشعب الفلسطيني بين نكبتين

28عاما مرت، على ألنكبة الثانية للشعب الفلسطيني،وهي التي حملت اسم  اتفاقية أوسلو.

ففي عام 1948، تم إحتلال القسم الأكبر من فلسطين التاريخية، وأقيم على ترابها دولة مايسمى “بإسرائيل”

نعم كانت نكبة للشعب الفلسطيني. ورغم قساوتها واثارها المدمرة، لكنها أعطت دافعا كبيرا لهذا الشعب المقاوم، لتنظيم نفسه من أجل إستعادة أرضه وحقوقه المغتصبة.

ورغم كل البيئة المعادية وتواطؤ النظام الرسمي العربي، لم يتم الاعتراف بشرعية الاحتلال، من قبل النظام الرسمي العربي، حتى الذين أقاموا منهم علاقات مع الاحتلال أقاموها سرا.

وكان للشعب  الفلسطيني، عددا كبيرا، من الدول الصديقة التي قاطعت العدو الصهيوني وساندت نضاله، ودافعت عن حقه المشروع في إقامة دولته،وحق العودة للاجئين والتعويض عن مالحق به نتيجة العدوان المستمر على هذا الشعب المنكوب.

لكن من بركات “النكبة الثانية” المشؤومة المسماة أوسلو، انها جاءت للقضاء على الحلم الفلسطيني، من خلال التوقيع للقضاء على الثوابت الوطنية الفلسطينية في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة وعاصمتها القدس.

واستطاع الكيان الصهيوني، من خلال “أوسلو النكبة” الثانية،  بأن يسقط صفة العنصرية عن دولته المزعومة، وان يفك عزلته الاقليمية والدولية.

 وهذا كان نتيجة طبيعية، بعد الاعتراف الذي قدمه اليمين الفلسطيني على طبق من ذهب للاعتراف،بحق “إسرائيل” بالحياة. هذا بالإضافة إلى تنازله طوعا، عن 78٪من مساحة فلسطين التاريخية. وأصبحت اغلب  العواصم  العربية  تقيم علاقات مباشرة اوغير مباشرة مع الكيان الغاصب الذي بات صديقا وبات نشيد “هاتكفيا” يصدح في عواصمها. 

كما تجاوزت العديد موضوع العلاقات الثنائية إلى صيغة أكبر، تتمثل بأن “إسرائيل” أصبحت  حليفا للعديد من الأنظمة التي باتت تستقوي بها على شعوبها اولا، وخدمة لديمومتها وبحفاظها على كراسيها.

 وهذا الاستقواء هو في خدمة الكيان، ضد الحق الفلسطيني.

كل هذا تم بعد نكبة “اوسلو” وتحت شعار ناظم لهذه الأنظمة (بأننا نقبل مايقبل به الفلسطينين) .

وفي ظل إتفاقية  اوسلو المشؤوم، تضاعف الاستيطان في الضفة، التي وصل فيها عددالمستوطنين من 80الف، ليصبحوا بعد الإنجاز التاريخي الممثل باوسلو، إلى أكثر من 800الف مستوطن.

قبل أوسلو النكبة كان الشعب الفلسطيني موحدا.  لقد جلبت هذه الاتفاقية الكارثة، الانقسام والتشظي للشعب الفلسطيني.

لقد فعلت اتفاقية  أوسلو فعلها، في الواقع الفلسطيني فهي أسقطت الحقوق المشروع والمعترف بها دوليا، وأعطت “لإسرائيل” الحق بالتنكيل بشعبنا من خلال التنسيق الأمني.

هذا عداك عن المشاريع التي تطرحها والتي تسعى من خلال مايسمى بيهودية الدولة، بطرد فلسطينو الداخل الذين حافظوا على عروبتهم وعروبة الأرض المحتلة، رغم القمع اليومي الذي يمارس ضدهم.

وكذلك إعتبار القدس العاصمة الأبدية للكيان

بالإضافة إلى قضم مئات آلاف من الدونمات في الضفة الغربية، عبر الطرق الالتفافية وجدار الفصل العنصري

ليبقي أقل من 40٪ من مساحة الأرض.

ان أوسلو “نكبة” حقيقية بكل ماتعني الكلمة من معنى، ففي ظل هذا  الاتفاق، تراجع الاهتمام العالمي  بالقضية الفلسطينية

حتى على مستوى الشعوب بدأنا نرى بعض مثقفي “الكاز”

يروجون للرواية الصهيونية المتمثلة بحق اليهود بفلسطين وضرب أبجديات الصراع التي تربينا عليها، فبدانا نرى تغييرا في المناهج الدراسية للطلاب الفلسطينيون والعرب وإدخال مفاهيم جديدة حول الاضطهاد الذي لحق باليهود وحقهم التاريخي في فلسطين.

ومن آثار النكبة الجديدة رأينا من بدا ينظر بجعل إسرائيل المحور الرئيسي عبر مايسمى بالشرق الأوسط الجديد.

ان المطلوب الان

ان يعي هذا الفريق الاوسلوي الذي يسعى لتأبيد الواقع الحالي كما هو من أجل الحفاظ على مصالحه ومصالح المحيطين به.

أن الشعب  الفلسطيني رغم كل محاولات إعادة صياغته ليكون كما رسم له من قبل أمريكا والعدو الصهيوني، شعب مفكك غير معني بقضايا أمته.

لكننا على يقين بأن الفلسطيني لن يقبل مطلقا ببقاء الوضع الحالي وهو مؤمن إيمانا قاطعا  بان الاحتلال بالضرورة إلى زوال.

كما أن الشعب الفلسطيني يؤمن بحتمية أن الصراع مع هذا العدو الاحلالي الاقتلاعي الاستيطاني صراعا تناحريا وان فلسطين لا يمكن قسمتها على اثنين.

ان المطلوب الان هو مغادرة مربع أوسلو وإعادة الاعتبار للمشروع المقاوم، لانه  المشروع الوحيد الذي بإمكانه أن  يعيد الحقوق المسلوبة في العودة وتقرير المصير ويحرر الأسرى ويقيم الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس.

بواسطة
عماد المالحي
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى