الشاعر صلاح أبو لاوي في حديث لـ نداء الوطن: انحزت للمقاومة منذ ولادتي بين حربين، وفلسطين غايتي
نستضيف في هذا العدد الشاعر والرئيس السابق لنادي أسرة القلم الأستاذ صلاح أبو لاوي
نداء الوطن: برأيك متى يتحول الدعم لحكومي للحركة الثقافية إلى دعم وطني ودعم دولة؟ لماذا يقتصر الدعم الحكومي غالباً على من يتماهى مع سياساتها وتوجهاتها؟
أبو لاوي:من الطبيعي أن الحكومات اللاديمقراطية والتابعة لسياسات خارجية، تتعارض في كثير من الأحيان مع المصلحة الوطنية، ستجد معارضة شديدة من قبل بعض المثقفين الغيورين على أوطانهم وبالتالي فإن هذه الحكومات ستحاول إقصاءهم بكل ما تستطيع من السبل وقد تصل الى التصفية كما حدث ويحدث في غير بلد عربي، وبالمقابل فهي تحتاج الى من يطبل ويزمر لسياساتها لتبييض صفحتها داخليا وخارجيا فتقوم بتقريب من يمكن شراؤه من المثقفين أو أنصاف المثقفين ودفعهم الى الواجهة، ومثقف السلطة ليس حدثا طارئاً، لكن التاريخ أثبت انه يقف دوما لهم بالمرصاد فلا ينال الخلود إلاّ من جعل من قلمه سيفاً في مواجهة الظلم وحضناً أمينا للبسطاء والوطن.
ولا أظن أن هذا الاقصاء أو العكس يمكن أن يؤثر على حجم الابداع لدى الكاتب الحقيقي، بل على العكس تماماً فهو في ظني سيزيد المبدع ابداعا ويزيد السطحي سطحية، فالمبدع الذي يكتب بلا حسابات ربح وخسارة هو المبدع الحقيقي ولن يقف أمام تنامي قدراته شيء.
نداء الوطن: توقفت عن الكتابة لفترة طويلة امتدت لأكثر من عشر سنوات، لو تحدثنا عن تلك الفترة، ومتى يتوقف الشاعر عن الكتابة؟
أبو لاوي: توقفت عن الكتابة نتيجة إصابتي بالإحباط الشديد وظني بلا جدوى الكتابة بعد أن ارتكبت منظمة التحرير الفلسطينية جرمها الذي لن يغفره التاريخ ولن تغفره الشعوب بحق فلسطين فتنازلت عن أرض لا يحق لها التنازل عنها، لمن احتلها وقتل شعبها وشرده في كل بقاع الأرض.
[quote font_size=”14″ bgcolor=”#e2d5ae” align=”left”]صلاح أبو لاوي
مواليد الزرقاء 1963
عضو رابطة الكتاب الأردنيين
عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب
عضو جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية
رئيس نادي أسرة القلم الثقافي للفترة 2014/2016
عضو مؤسس للنادي العباسي
أهم إصداراته الشعرية:
ليتني بين يديكَ حجر 1988
– الغيم يرسم سيرتي 2008
ـ تُبلو باللغتين العربية والإنجليزية 2014
ـ نقش فلسطيني على سقف دمشق 2017
هذا وقد ترجمت بعض قصائده للغتين الانجليزية والفرنسية.
شارك في اعداد كتاب «الكنعاني» لرشاد أبو شاور
شارك في العديد من المهرجانات العربية في موريتانيا وسوريا وعُمان ولبنان، آخرها كان ضيف شرف على أمسيات معرض الكتاب الدولي في دمشق 2016.[/quote]
إن هذه الجريمة دفعتني إلى هجر الشعر بل والقراءة وكل ما يتعلق بالنشاطات الثقافية والسياسية حتى كانت سنة 2006 والنصر التاريخي الذي حققته المقاومة اللبنانية على العدو الصهيوني فعاد الأمل وعدت الى حيث كنت، شاعراً يحاول أن يقاوم بقلمه ما استطاع الى ذلك سبيلا.
نداء الوطن: انحزت للمقاومة ونهجها منذ البداية، هل تشعر أنك تدفع ثمن ذلك؟ وما هو رأيك بالمثقفين الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا «أبطالاً» على شاشات الرجعية العربية بعد أحداث سورية؟
أبو لاوي: نعم انحزت للمقاومة منذ ولادتي بين حربين، ولا أزال، فبوصلتي واضحة وحكايات أمي عن البلاد التي تدر لبنا وعسلاً قرآني الذي منه أستمد العون والعزيمة، وفلسطين الحلم والحقيقة غايتي التي لا بد من إدراكها ولو بعد حين، فكل ما حولي وكل ما أعمل نابع من رؤيتي الواحدة لتحريرها ولن تكون سوى بالرصاصة والبندقية.
أما المثقفون الذين هرولوا وراء غنائم البيعة فقد سقطوا في شر أعمالهم وسيلعنهم المستقبل كما لعنهم الحاضر، مثلهم مثل من باع البلاد فجنى الخيبة والذل والعار الى الأبد.
في الختام أنا أراهن على متغيرات التاريخ ولنا منه عبر كثيرة، ففلسطين ستتحرر وهذه حتمية لا أشك بتحققها، ومن راهن على الحاضر القصير خسر البعيد. فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ.
قصيدتي إلى الشهيد أحمد جرار هي آخر ما كتبت:
جرّار.
لروح الشهيد البطل أحمد جرار.
كان يمكن ألا يكون
ولكنه كانَ حتى أضاءَ
وحتى أطل على الأنبياءْ
كان يمكن أن يتزوج زيتونة
ويروح لأحواله كالشباب جميعاً
ويمكن أن ينحني للعواءِ
ويصبح بوق عواءٍ بسوق العواءْ
كان يمكن أن يشتريه العدو البعيدُ
فيركب طائرة للمنافي البعيدة بحثاً عن الوطن المتربع فيهِ
وأن يشتريه العدو القريبُ
فيصبح فخاً لأحلام أقرانه الأوفياءْ
كان يمكن أن يستكينَ
ويغمض عينيه عن حزن أشجارهِ
فيعيش سعيداً وأسرته في البلاءْ
كان يمكن ألا يكون
ولكنه كان
حتى يطرز هذي السماء بصورته
ويقول لها
أجمل الصاعدين اليكِ
همُ الشهداءْ