مقالات

السلام الابراهيمي تقويض للأمن القومي

في الوقت الذي تتزايد أعداد المؤمنين بالمسيحية الصهيونية ويتعاظم تأثيرها في الحياة السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية، يتبرع العرب الرسميون لاستحضار روايات دينية تبرر صلحهم وتطبيعهم مع اڶـكـيـlů الـڝـھـيـوůـې،

كان لاستحضار مفهوم السلام الإبراهيمي باعتبار النبي إبراهيم شخصية جامعة ومشتركة للديانات الثلاث،

لقد عبر ترامب عن الأهداف الحقيقية بقوله أننا نؤسس لشرق جديد بعد عقود من الصراع،

وأثنى على هذا الكلام الموقعون على السلام الإبراهيمي الإمارات والبحرين،

شرق أوسط جديد لا عروبة ولا إسلام، مستسلمين للرواية الصهيونية بأن الصراع ديني كما روج هنتنغتون وبرنار لويس،

لقد وصل الأمر في استحضار مفاهيم دينية أن يتم ترديد مسار إبراهيم من أور وحران إلى فلسطين ومسار النبي موسى من سيناء إلى مدين كمرادف لشعار إسرائيل حددوه من النيل إلى الفرات.

إن التمعن في اندفاعة هذه الدول في هذا السلام الموهوم هو الحصول على ضمانات أمريكية وإسرائيلية في مواجهة تهديدات وهمية إيرانية، هكذا نجح الأعداء بحرف الصراع عن اتجاهه الصحيح في مواجهة المشروع الصهيوني الاستعماري والتعايش معه والعداء مع دولة من دول الجوار.

هذا السلام شكل بالإضافة لذاك الانحراف معول هدم للأمن القومي العربي،

فالأمن العربي يتناول حماية المصالح العربية من أي تهديد خارجي أو داخلي،

لقد تكرس مفهوم الأمن القومي العربي مع التهديد الذي مثله قيام الكيان الصهيوني عام

١٩٤٨، انطلاقًا من أننا أمة واحدة،

لقد تم تأسيس هذا المفهوم من خلال معاهدة الدفاع المشترك.

لقد تم تقويض مفهوم الأمن القومي منذ الاتفاقية كامب ديفيد ثم ما تلاها من اتفاقيات وادي عربة والسلام الإبراهيمي مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان والسلطة الفلسطينية،

وإلا كيف يستقيم الحديث عن أمن قومي عربي في الوقت الذي يتعرض أهل غزة إلى حرب إبادة ويعجز العرب عن الاتفاق على موقف لرد هذه الحرب.

واختلت كل المعايير ولم يعد هناك أي اتفاق على ما تمثله إسرائيل من تهديد،

وما يثير السخرية أن سوريا وبعد عقد من حرب ضروس تحت شعار إسقاط نظام دكتاتور نجد هذه الثورة تسارع إلى الإعلان وباسم رئيسها أن لدى سوريا وإسرائيل أعداء مشتركين ويمكن للبلدين لعب دور رئيسي في الأمن الإقليمي،

كانت مقدمات كل ذلك بعد كامب ديفيد حيث تراجع دور مؤسسة القمة التي ارتبط نشأتها بالاستجابة للتهديد الإسرائيلي. بتحويل إسرائيل منابع نهر الأردن

وانقسم العرب بعد الارتفاع الكبير في أسعار النفط بين دول نفطية وغير نفطية ودول تبحث عن الصلح مع الكيان ودول ترفض وجود الكيان.

هكذا كما أنشأ الكيان لمنع وحدة العرب فإن الصلح مع الكيان يضرب أمنهم المشترك ويخلق لهم أمنًا قطريًا زائفًا.

اظهر المزيد

د. سعيد ذياب

د. سعيد ذياب الأمين العام… المزيد »
زر الذهاب إلى الأعلى