بيانات وتصريحات الحزب

السابع من أكتوبر وطوفان الأقصى مسارٌ يكثف الكفاح الوطني الفلسطيني ويدخل الاحتلال في دائرة الخطر الوجودي

نحيي الذكرى السنوية الثانية للسابع من أكتوبر المجيد وقد تحولت ملحمة طوفان الأقصى إلى مسارٍ يكثف عقوداً من الكفاح الوطني الفلسطيني، ويختصر الزمن على طريق تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني الاستيطاني، ويؤكد القدرة على الفكاك من التبعية للولايات المتحدة واسقاط خيارات التطبيع وما أطلق عليه “مشروع السلام الإبراهيمي” مع الكيان الصهيوني، تحت عباءة الإمبريالية الأكثر توحشاً في تاريخ البشرية، الولايات المتحدة الأمريكية.

لقد شق طوفان الأقصى وما تبعه من تدحرج في مستوى المواجهة والصراع مع المشروع الصهيوني على أرض فلسطين المحتلة وامتد للأرض العربية في محيط فلسطين من لبنان وحتى اليمن، طريقاً، دحر مسارات الاستسلام، وأسقط أوهام هزيمة الوعي وكيه وتقييده ضمن بوتقة الارتهان لقدر “إسرائيل”، التي لا تقهر، ولسطوة الامبريالية الأمريكية ونفوذها وهيمنتها واحتلالها لأراضٍ عربية عبر عشرات القواعد العسكرية المنتشرة فوق الأرض العربية من الخليج إلى المحيط.

لقد تحول السابع من أكتوبر، الى فجرٍ جديد في مسيرة التحرر الوطني الفلسطيني، وحقق كسراً لسطوة الاحتلال الصهيوني وعنجهية واسقاطا لاستراتيجياته المتعلقة بأمنه “القومي”، وبناه وعقليته الأمنية والاستخبارية، التي يمكن مواجهتها وحتى التغلب عليه بفعل الارادة والتصميم والاستفادة من الدروس والعبر عبر أكثر من قرن من الصراع والمقارعة الشرسة مع هذا الاحتلال.

لقد مثّل هذا اليوم محطةً فاصلة نحو ولادة وعي شعوب أمتنا العربية وشعوب العالم قاطبة، وتحول فلسطين وقضية شعبها العادلة إلى قضية داخلية ، لا تحرك الشارع والرأي العام الشعبي وتدفعه في انتفاضة عارمة ممتدة على مساحة القارات الخمس فقط، بل حقق اختراقا نوعياً بتحويل فلسطين إلى مسألة مطروحة للنقاش على جدول أعمال البرلمانات وقوننة مقاطعة الاحتلال واسقاط فزاعة الهولوكوست ، وإعادة قراءة تاريخ القضية الفلسطينية استناداً للحقائق التاريخية وإلغاءاً لكل حالة التضليل والكذب الذي تمكن الاعلام المهيمن عليه صهيونياً من تكريسه لعقود طويلة.

لقد تحولت النخب المؤثرة في المجتمعات التي كانت تهيمن عليها الرواية الصهيونية إلى أصوات ومنابر دفاع عن حق الشعب الفلسطيني في أرضه التاريخية ودولته وعودته وحقه في تقرير مصيره، وحقه في المقاومة طريقاً نحو الحرية والتحرير والعودة.

لقد هز طوفان الأقصى أركان الكيان الصهيوني في بنيته الداخلية، ووضعه لأول مرة أمام خطر وجودي، ولو لم تسارع الولايات المتحدة الأمريكية ومجموعة الدول الاستعمارية لإنقاذه لدخل هذا الاحتلال في حالة انهيار، وما الشراسة والتوحش والابادة بشتى الوسائل التي مارسها ويمارسها هذا العدو ضد شعبنا إلا مؤشر على عمق المأزق الوجودي لهذا الكيان وللمشروع الصهيوني برمته.

لقد أثبت السابع من أكتوبر أن قوة الشعوب أعتى من ترسانات الاحتلال، وأن إرادة التحرر لا تُقهر مهما عظمت التضحيات.

لقد دخلنا مرحلة تاريخية لن تعود فيها عقارب الزمن إلى الوراء، فالمعادلة الجديدة تقول بوضوح: فلسطين حرة وعربية من النهر إلى البحر، والاحتلال إلى زوال.

المجد والخلود للشهداء، النصر للمقاومة

المكتب السياسي – حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني، 7 أكتوبر 2025

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Secret Link