بورتريه

الرفيق أكرم حبش “أبو إبراهيم”

ترددت كثيراً قبل أن أبدأ الكتابة عنك ، لأني أخش أن لا أوفيك حقك ، فأنت أكبر من الكلمات والتعبير عنك ، ولكني تغلبت على ترددي من باب الوفاء لك ، واعذرني إن قصرت .


كان ميلادك مع انطلاقة ثورة 1936 في فلسطين التي ولدت فيها ، وكان أبو إبراهيم الكبير أحد قادة هذه الثورة ، وكان قد شارك عز الدين القسام في الثورة المسلحة، هكذا أربط اسمك يا رفيقي بالتاريخ المشرق للشعب الفلسطيني ، وتاريخ ميلادك يذكرني بميلاد غسان كنفاني في عكا / فلسطين وهو القائد السياسي والأديب الكبير ، وكما كان أبو إبراهيم الكبير ثائراً وغسان الأديب الكبير ثائراً ، كنت أيضاً أنت ثائر وأكملت مسيرتهما على نفس درب الحرية وقضيت سنوات في سجن الجفر ويشهد لك الصغير والكبير بالإرادة القوية الصلبة رغم المعاناة الكبيرة ، لقد كنت كبيراً أبا إبراهيم .
أكرم حبش «أبوإبراهيم» الرفيق المناضل في صفوف حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والكادر القيادي في حزب الوحدة الشعبية ، كان رفيقاً متواضعاً، عندما يحضر مهرجاناً أو ندوة يكون سباقاً في الحضور ولكنه لم يزاحم أحداً بالجلوس في الصف الأمامي ليظهر في الصورة ، بل كان بتواضعه يتراجع للجلوس في الصفوف الخلفية ،ليكون بين الجماهير، ورغم مرضه ومعاناته لم يتغيب عن الحضور في المناسبات الوطنية والاجتماعية والفعاليات الحزبية ، والنشاطات الجماهيرية المختلفة ، فكان أقوى من مرضه ، بل يغضب كثيراً إذا لم يبلغ سهواً بأي مناسبة أو نشاط .
الرفيق كان ملتصقاً بالمخيم وأهل المخيم وترجم حرصه على القضية حاملا راية حق العودة اينما ذهب واينما حل، وفي خدمة جماهير شعبنا في المخيمات ، حيث كان عضواً مؤسساً لنادي شباب مخيم الحسين وعضواً فاعلاً في جمعية الفتى اليتيم في مخيم الحسين ، وكان دائماً يدعو إلى قائمة الوحدة الوطنية لإدارة النادي ويحاول التوفيق بين الأطراف الوطنية فيه ، وكان الجميع يلجؤون له لحل الخلافات التي تنشئ بين الأطراف ، لأنه كان صادقاً وفياً وكان الصدق أجمل ما فيه .
لم تغب قضايا الشباب وهمومهم عن ذهنه وبقي سنداً لهم ، كما لم تغب قضايا جماهير الفقراء والأيتام من أبناء المخيم عن تفكيره أبداً ، رغم معاناته وألمه ورغم كدحه اليومي من أجل قوته بل كان يجمع ما بين عمله و نشاطه بين الجماهير الكادحة التي انتمى إليها.
ساهم الرفيق مع الرفاق الآخرين في الحزب في صياغة طريق النضال من أجل أردن وطني ديمقراطي وتحرير فلسطين ، وكان من أشد الرفاق التزاماً بمبادئ الحزب ، ومن أكثر الرفاق انضباطاً واعياً لمسؤولياته الحزبية .
لروحك الرحمة يا رفيق ، يا من غادرتنا مساء 24/ 3/2020م ، ولم نستطع أن نكون مشاركين في جنازتك أو عزاءك لنقوم بواجبنا تجاهك، بسبب فايروس كورونا الذي فرق بيننا عندما فُرض علينا حظر للتجول حال بيننا وبين الواجب الاجتماعي تجاهك وتأكيد الوفاء لك على دورك النضالي البطولي وطهرك ونقائك وإخلاصك
وداعاً يا رفيق أكرم حبش « أبو إبراهيم « .

بواسطة
هيئة التحرير
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى