الخامس من حزيران | د. سعيد ذياب
رغم هول وضخامة وحجم الخسارة التي لحقت بالأمة العربية، إلا أنني أعتقد أن الهزيمة الحقيقية لم تتحقق عام ١٩٦٧ إلا عندما تم الاعتراف بالكيان الصهيوني والاستسلام لمشيئته، بل والقبول بمشروعه التوسعي ولكننا عندما كنا نقول لا صوت يعلو على صوت المعركة ولاصلح ولا اعتراف ولا مفاوضات، وعندما كنا نقول كما قال الشهيد مهدي عامل أنت لم تهزم ما دمت تقاوم، لم نكن مهزومين، ولم نسمح للعدو أن يفرض إرادته.
لهذا أرى ان الهزيمة لم تتحقق عام ٦٧، لكنها حدثت عندما ذهب الرئيس المؤمن!! أنور السادات إلى القدس صاغراً، عندها فقط بدأ التأسيس لقبول الهزيمة، التي توجت باتفاقية كامب ديفيد.
حرب الخامس من حزيران كانت تأكيدا للكع من الحكام العرب أن هذا الكيان لن يوفر أحد من شروره وعدوانه وأطماعه التوسعية، مهما أبدوا له من تنازل وحسن نية، وأن مشروعه لن يتم كسره إلا بالمقاومة.
فى ذكرى حزيران جاء الرد من جندي مصري الشهيد محمد صلاح ليقول لنا وللعالم أن الارض مازالت تتكلم عربي، وأن الشعوب لا تزال ترى في عقيدتها ووعيها ووجدانها أن هذا الكيان عدو لايمكن التعايش معه.
حزيران هذا العام جاء ويحمل معه التصميم أننا ما زلنا نقاوم، ولا داعي لتدبيج البكائيات على أحوالنا، ففي الوقت الذي يتواجد بيننا اللكع، فبيننا المقاومين الأبطال، بيننا مناضلين لا يكلون ولا يملون من التأكيد أننا على درب النضال مستمرين، وأن قوى المقاومة في حالة تصاعد، وهي مستمرة ومن لا يصدق، فقط عليه مراقبة المشهد واتجاه حركة التاريخ، عندها سيفهم أن الانتصار قادم.
التحية لمن يؤكدون على تمسكهم بالنضال وأهداف الأمة العربية والمجد للشهداء الذين سقطوا دفاعا عن حرية وعروبة الأرض.
الخلود للشهيد محمد رمضان