لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
مقالات

الحكومة وثقافة النقد / د.سعيد ذياب

زاخرة هي الأدبيات التى تتحدث عن النقد وأهميته فى عملية تصويب الأوضاع، بل أن مجتمعاتنا اعتبرت الاعتراف بالخطأ فضيلة، وهذا أمر جيد ومحبب لكن المشكلة لا تكمن فى ممارسة النقد ووجود هذة الثقافه، المشكلة تكمن فى غياب (ثقافة تقبّل النقد)، وأعتقد أن هذه الأخيرة هي الأهم؛ لأن غياب هذه الثقافة يعني تحويل النقد إلى مسارات غير محمودة، وتحويل العلاقة بين من يمارس النقد والجهة التى يوجّه لها النقد إلى علاقة غير طبيعية.

غياب ثقافة تقبل النقد تأخذ مسارات وأشكال متعددة، بحيث يتم تقديم سيل من التبريرات بدل عدم الاعتراف بالتقصير، والمبالغة بالتحديات والظروف الصعبة لتبرير القصور.

جوهر المشكلة أن عدم الاعتراف بالتقصير يعنى بالضرورة الاستمرار بالخطأ وقطع الطريق على أي عمليه تطوير لتلك الهيئة.

فى الآونة الأخيرة تمارس القوى السياسية والنشطاء نقدهم ضد الحكومة، وقد تم ممارسة النقد وبنطاق واسع ضد الحكومات السابقة، وعبّرت عن معاناتها ومعاناة الناس من الحالة العامة.

هذه الحكومات بدل أن تتعامل بإيجابية مع النقد وتعمل على الاستجابة لمطالب الجماهير راحت تمعن فى ذات الخطأ والنهج بما يعمق المعاناة.

لم تقف المسائل عند حدود عدم تقبّل النقد، بل إن هذه الحكومات مارست البطش ومصادرة الحريات بحق من مارسوا حقهم بالنقد، حتى أن الأمر وصل للإعتقال والتهديد بفقدان العمل.

هذه ظاهرة تستحق التفكير بأسباب غياب ثقافة الاعتراف بالخطأ وتقبّل النقد، رغم أننا نتحدث عنه بأن الاعتراف به فضيلة.

غياب هذه الثقافة ليس مقتصرًا على الجانب الرسمي، فهي تغيب وبقوة عن المؤسسات المدنية من جمعيات ومنتديات ونقابات، كما تغيب عن الأحزاب والتنظيمات -سنتحدث عن هذه المؤسسات في قادم الأيام.

إصرار الحكومات على السير على ما هي عليه يفسر الفشل والفساد المستشري، وغياب أي ملمح من ملامح التغيير والتطور وبقائها في واد والناس في واد آخر.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى