التراث الثقافي محل استهداف تنظيم “داعش”
فيما بدا أن تنظيم داعش الإرهابي عقد عزمه على إبادة البشر والحجر ليستحق وصف «التتار الجدد» فإن التراث الثقافي التاريخي في المناطق التي ابتليت به في العراق وسوريا كان في مقدمة الضحايا في ظل تطورات مخيفة تهدد الثقافة والمكان والذاكرة والهوية وتشكل عدوانًا على الإنسانية كلها.
وجاءت جريمة تدمير متحف الموصل بعد نحو أسبوعين من تبني مجلس الأمن الدولي لقرار هدفه تجفيف مصادر تمويل تنظيم داعش بما فيها تهريب القطع الأثرية، فيما تقول صحيفة «الجارديان» البريطانية أن تخريب مكتبة الموصل الكبرى على أيدي عناصر داعش وحرق نحو مائة ألف كتاب ومخطوط إنما يوضح للعالم حقيقة الموجة الجديدة من التدمير في هذه المدينة الواقعة شمال العراق.
وواقع الحال أن هذه الموجة الجديدة من التدمير طالت كل ماله علاقة بالثقافة والتراث الإنساني من جامعات ومكتبات ومتاحف فيما وصفتها يرينا بوكوفا، مديرة منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة «بمرحلة جديدة من التطهير واستهداف التنوع الثقافي الذي يشكل روح شعب العراق».
ولاحظت الصحيفة البريطانية أن تنظيم داعش بادر فور فرض سيطرته على الموصل في الصيف الماضي بإغلاق كليات الفنون الجميلة والآثار واللغات والعلوم السياسية والحقوق والعلوم الاجتماعية بجامعة الموصل.
وفيما بادر هذا التنظيم الإرهابي بإغلاق الكليات المتخصصة في مجالات الدراسات الإنسانية بجامعة الموصل فإنه لم يتردد في نهب معامل الكيمياء والفيزياء بالجامعة والتي تقدر قيمتها بملايين الدولارات فضلاً عن تخريب كل مكتبات الكليات بما فيها مكتبة كلية الدراسات الإسلامية وتحولت مقار الجامعة التي يرجع تاريخها إلى نصف قرن لمخازن للأسلحة وعنابر نوم لمقاتلي